11ديسمبر

الحركة الطلابية تناست دورها تجاه الشارع الكويتي

كان نشاطها فعَّالاً في السابق… واختفى بلا سبب معروف.

منذ أن بدأت الحركة الطلابية في الكويت في الدوران في ستينيات القرن الماضي، وهي تتميز بالدور الكبير والفعّال في عدد كبير من القضايا التي تمس الشارع الكويتي العام، ودور الحركة الطلابية هذا في أغلب الأحيان كان دوراً «محركاً» للرأي العام أي أنه لم يقتصر على التأثير فقط.

ولكن شهدت الآونة الأخيرة انحساراً تاماً لدور هذه الحركة تجاه قضايا الشارع الكويتي والأسباب مجهولة، فمنذ اتفاق القوائم الطلابية على تحريك الشارع تجاه الموافقة على «نظام الدوائر الخمس» الانتخابي، غابت هذه الحركة عما تلاها من أزمات ومواقف، فالجميع يشهد بشكل أو بآخر لدور «القوائم الطلابية» وما قامت به من دور كبير جداً في تفعيل وزيادة قبول «المجتمع الكويتي» خاصة فئة الشباب للدوائر الخمس خلال الحملة البرتقالية المشهورة «نبيها خمس»، وهذا الدور الذي لعبته عناصر الحركة الطلابية في الكويت سيظل نقطة بيضاء في تاريخ الحركة.

ومع ما تمر به الكويت حالياً من مطبات سياسية في ما يتعلق باستجواب سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والتوقعات بحل مجلس الأمة بين حل دستوري أو غير دستوري، لم نشهد أي دور «فعلي» من قبل القوائم الطلابية تجاه هذا المطب الذي يحتاج إلى وقفة جادة من قبل جميع أطياف المجتمع المدني، لإصلاح وإعادة توجيه المسار السياسي في البلد، ورغم إطلاق الاتحاد الوطني لطلبة الكويت حملة «دستورنا… خط أحمر» بمشاركة عدد من القوائم الطلابية، فإن هذه الحملة لم تحقق ما كان مبتغى منها ولم تحقق ما يرضي المتابعين بشغف للحركة الطلابية والمتأملين خيراً دوماً بقدرتها على فعل ما قد يعجز عنه الآخرون.

11-12-2008(1)

هذا الغياب الذي اصطبغت به الحركة الطلابية الكويتية آخر 3 سنوات تحديداً، لم يقتصر على الأزمة السياسية الأخيرة التي مرت على الكويت، فالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت غابت عنها القوائم الطلابية بشكل كبير، باستثناء ما أطلقه «اتحاد الطلبة» آنذاك من حملة كفاءة، التي تسعى حسب ما يقول القائمون عليها إلى ايصال النواب ذوي الكفاءة إلى مقاعد البرلمان، مقابل قيام النواب الموقعين على هذه الحملة بكشف ذممهم المالية وعدد من الأمور، وهذا ما لم يحدث حتى الآن رغم مرور أكثر من عام كامل على انتهاء الانتخابات البرلمانية.

وفي سابق الأعوام كانت الحركة الطلابية تهتم بأدق التفاصيل الخاصة بجميع ما يهم الشارع الكويتي دون تفرقة بين موضوع وآخر، وهذا ما يجعلنا نلاحظ غياب دور الحركة في قضية الكويتي المختفي «حسين الفضالة» أو حتى تفجيرات مومباي الأخيرة التي كادت تودي بحياة عدد من المواطنين الكويتيين لولا لطف الله وتدخل الحكومة الكويتية لانقاذهم بإرسال طائرة خاصة، وهو ما يعزوه بعض مراقبي الحركة الطلابية في الكويت إلى اختفاء «القيادة» الحقيقة للقوائم الطلابية، ففي السابق كانت تحفل القائمة الواحدة بعدد لا بأس به من الشباب القادر على إدارة دفة الأمور، ممن يتصفون بعقول متفتحة ووضعهم لمصلحة «الكويت» نصب أعينهم بعيداً عن قضية الفوز أو الخسارة في الانتخابات الطلابية.

وهذا ما يرفضه البعض الآخر لإيمانهم بأن الحركة الطلابية ولادة دوماً للقيادات الشابة، فالقوائم الطلابية ما زالت تزخر بقيادات يأمل منهم الجميع الخير، لكن ما يحصل هو تغليب المواضيع الداخلية التي تخص الطلاب والطالبات على قضايا الشارع الكويتي، لذلك كان الاختفاء «النسبي» لهذه الحركة عن تحريك «الرأي العام»، والسؤال الذي يوجه إلى هذه الفئة من المراقبين هو أليست قضايا الشارع الكويتي من صميم اهتمامات الطلبة والطالبات؟.

« جريدة الجريدة »

شارك التدوينة !

عن عماد العلي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

جميع الحقوق محفوظة لــ عماد العلي © 2021