وسط أجواء من المنافسة الساخنة في انتخابات اليوم لاختيار قادتها.
بينما يتجه اليوم طلبة كلية الحقوق إلى صناديق الاقتراع لاختيار قادة جمعية القانون، أكدت أغلبيتهم أن الجمعية بقيادة قائمة المستقلة» أدت دورها بشكل مميز.
يدلي اليوم طلبة كلية الحقوق بأصواتهم في صناديق الاقتراع في ختام انتخابات الجمعيات والروابط الطلابية في جامعة الكويت، في ظل منافسة حامية بين القائمة التي تقود مقاعد الهيئة الإدارية الحالية لجمعية القانون وهي القائمة المستقلة، وقائمة المتحدون – الائتلافية في كلية الحقوق – التي تسعى بكل ثقلها لاستعادة مقاعد «إدارية الجمعية» بعد أن تمكنت من قيادتها سبع سنوات متواصلة قبل خسارتها العام الماضي.
وعلى مدى ما يقارب ثلاثة أسابيع من الدوام الرسمي لطلبة الحقوق، تصاعدت وتيرة المنافسة بين القائمتين حتى الخميس الماضي بإصدار كل منهما نشرات مختلفة في محاولة لاثبات الأحقية في الفوز، وهو الأمر الذي حاول أعضاء القائمتين اثباته من خلال المهرجانات الخطابية التي نظّمها كل منهما اللأسبوع الماضي.
وبعد عام كامل من قيادة القائمة المستقلة للجمعية، تنوعت ردود فعل طلبة الحقوق بشأن أداء الجمعية، فبينما أكّدت الأغلبية أن الجمعية استطاعت القيام بأعمالها وتأدية الأدوار المناطة بها، ذكرت مجموعة أن القائمة فشلت في انجاز ما وضعته ضمن برامجها الانتخابية.
وبينما سيكون الحسم لدى الطلبة اليوم لتحديد الفائز في الانتخابات، أجرت «الجريدة» تحقيقاً طلابياً مع مجموعة من الطلبة لمعرفة آرائهم عن أداء الجمعية السابقة بقيادة المستقلة، وهو ما يظهر من العرض التالي:
في البداية، قال الطالب عمر المطيري إن الجمعية استطاعت بشكل ممتاز تحقيق وانجاز العديد من المكتسبات الطلابية التي كان ينتظرها الطلبة منذ أعوام، مضيفاً أن القائمة تحاسب من خلال تحقيقها لما وضعته ضمن برنامجها الانتخابي قبل الفوز وإن حققت أكثر فهذا يعد جهداً إضافياً.
ولفت إلى أن أفضل نشاط شاهده هذا العام في كل الروابط والجمعيات كان من قبل جمعية القانون وهو ندوة «قصة الدستور» بمشاركة نخبة من رجالات الكويت أمثال د. أحمد الخطيب ود. خالد الوسمي والكاتب محمد الجاسم.
ويتفق معه الطالب عبدالعزيز العتيبي حيث رأى أن الجمعية أدت دورها بامتياز، وبخاصة أنها اهتمت بالجانب الأكاديمي أكثر من الترفيهي الذي كانت تهتم به الهيئات الإدارية للجمعيات السابقة، مشيراً إلى أن اقرار جدول الاختبار النهائي «الفاينال» لمدة 32 يوماً أراح العديد إن لم يكن كل الطلبة من ضغط الاختبارات.
وأوضح العتيبي أن توفير نماذج الاختبارات وتنظيم الدورات المختلفة وزيادة مقاعد المتفوقين، إضافة إلى الندوات المختلفة والأنشطة المنوعة كانت علامة فارقة لصالح الجمعية هذا العام، لا سيما أن الكلية افتقدت هذا التنوع من الأنشطة في سابق السنوات خلال قيادة «المتحدون» للجمعية.
جهد أكبر
ورغم أنها لم تصوّت خلال السنتين السابقتين لأي قائمة لعدم اقتناعها بجدوى الانتخابات من الأساس، أشارت الطالبة منال العميري إلى أن القوائم الفائزة تؤدي دورها بشكل مميز تجاه الطلبة وخصوصاً إذا ما وضعنا في الحسبان أنهم يقومون بأعمالهم النقابية إلى جانب دورهم كطلبة يحتاجون إلى التركيز في الدراسة.
وقالت العميري إنها لم تقرر حتى الآن التصويت لأي قائمة هذا العام، مضيفة أنها ستكوّن قناعتها بعد طرح القوائم الطلابية لبرامجها الانتخابية أمام الطلبة جميعاً.
أما الطالب عبدالعزيز العبيد، فقد أكّد أن الجمعية أنجزت أغلب ما جاء في برنامج القائمة المستقلة الانتخابي العام الماضي، وهو المقياس الأساسي لمعرفة مدى نجاح أو فشل قيادة الجمعية.
وبيّن العبيد أن ما تنجزة القائمة خارج إطار البرنامج الانتخابي المطروح هو جهد إضافي وتميّز منها ولا تحاسب على التقصير في بعض الأمور الذي قد يكون تعنت الإدارة الجامعية هو سبب عدم تطبيقها، مشيراً إلى أن الجمعية بقيادة المستقلة نجحت في أداء دورها بشكل جيد.
وعلى الجانب المقابل، أشار عدنان حسين إلى أنه افتقد قيادة المتحدون للجمعية لإنها كانت تركز كثيراً على تغيير الجو الدراسي بإقامة العديد من الأنشطة الترفيهية التي وجدت هذا العام في الجمعية بقيادة المستقلة بشكل أقل.
وعمّا إذا كانت الجمعية على قدر المهام المناطة بها، أجاب حسين بأنها جيدة نوعاً ما، ولكن تحتاج إلى استمرارية في إقامة الأنشطة دون التوقف فترات طويلة.

منافسة
وأثارت الطالبة غالية العجمي قضية المنافسة بين القائمتين وانعكاسها على الطلبة، إذ بيّنت أن عودة المنافسة بقوة بين قائمتي المستقلة والمتحدون خلال العامين الماضين وتغير قيادة الجمعية من قائمة لقائمة أخرى صب في مصلحة طلبة الكلية، خاصة مع رغبة كل قائمة في إثبات نفسها من خلال قيادتها للجمعية وهذا ما كان يفتقده الطلبة خلال قيادة المتحدون واحتكارها للجمعية في الأعوام السابقة.
وذكرت أنها لن تبوح باسم القائمة التي ستصوت لها في انتخابات اليوم، لإيمانها بأن كلاً من القائمتين سيؤدي دوره على أكمل وجه في حال فوزه.
ومع تأكيده أن اختياره اليوم سيكون القائمة المستقلة، أشار عبدالحميد ميرزا إلى إيمانه الكامل بأن الجمعية بقيادة المستقلة قد حققت العديد من الانجازات الأكاديمية التي عجزت الجمعية خلال الأعوام السابقة بقيادة المتحدون عن تحقيقها، مبيناً أن الجمعية قدمت أنشطة وانجازات متنوعة منها ما هو للطلبة المستجدين ومنها ما هو للطلبة المستمرين ولم تنس الطلبة المتفوقين والمتميزين، بالإضافة إلى إقامتها الأنشطة المختلفة وبتنوع كبير ما بين الأنشطة الدينية والاجتماعية والرياضية وغيرها من أمور كان يفتقدها طلبة الكلية.
ولم يختلف رأي زميله علي السبيعي كثيراً، فقد اتفق معه على أن الجمعية في عهد المستقلة نجحت في تنويع أنشطتها لصالح طلبة الكلية وهو ما يجعله يختار التصويت لصالحها اليوم وهو متأكد من نجاحها من جديد في قيادتها للجمعية.
وبيّن السبيعي أن الطلبة اليوم سيكون لهم الكلمة الأخيرة في من سيقود الجمعية مع ايمانه التام بأن اختيار الطلبة سيكون المستقلة التي أعادت لجمعية القانون دورها الذي كان مفقوداً.
امتياز
وفي حين رأى الطالب ضاري الوهيب أن القائمة المستقلة أدت دورها بامتياز من خلال قيادتها للجمعية في العام النقابي الذي ينتهي اليوم، موضحاً أن تنظيم اعتصام من قبل الجمعية لرفض بعض قرارات العمادة التي تضر بمصلحة الطلبة خلال الفصل الدراسي الأول يؤكد أن الجمعية لم تأل جهداً في سبيل تحقيق المكتسبات الطلابية، عارضته نورة الرشيدي، التي أكدت أن الجميع لاحظ انعدام التعاون بين العمادة والجمعية لأسباب مجهولة، فالعمادة تصر على قراراتها ضد الطلبة والجمعية تصر على تصعيد الأمور بأي طريقة كانت من أجل الطلبة.
وأوضحت الرشيدي أنها تؤمن بدور الجمعية في تحقيق المكتسبات الطلابية، إلا أنها ترفض أسلوب الاعتصامات والتراشق الإعلامي، فهذه الأمور لا تحل مشاكل الطلبة بل تزيد من حدة المشكلة.
فشل
وعلى نفس منوال الرشيدي رأى يوسف منصور أن المستقلة فشلت في تأدية أدوارها تجاه الطلبة خلال قيادتها لجمعية القانون، فالجمعية خلال العام الماضي اهتمت بالبهرجة الإعلامية دون احساس الطلبة بحقيقة الانجازات على أرض الواقع، مضيفاً أن الجميع توقع أن تقوم المستقلة بعد كسر احتكار المتحدون للجمعية العام الماضي بتغييرات كبيرة من ناحية الأنشطة والانجازات للجمعية إلا أنها فشلت في ذلك وبشهادة الجميع.
أما، سارة المطيري فقد أكدّت أن الجمعية بقيادة المتحدون خلال الأعوام السابقة كانت أفضل مما عليه خلال العام الحالي بقيادة القائمة المستقلة، مضيفة أن الجمعية هذا العام فشلت في تحقيق أي مكتسب طلابي يمكن الاستناد إليه على إنه انجاز يستحق الشكر، ولذا لدي قناعة بأن قائمة المتحدون هي خير من يمثلنا كطلبة حقوق وسأصوت لها في انتخابات اليوم.
هجوم ودفاع!
تميزت كلية الحقوق يوم الخميس الماضي بعدد كبير من النشرات التي طبعتها القوائم لتوزعها على الطلبة من أجل اثبات جدراتها بقيادة الجمعية، فبينما حاولت القائمة المستقلة منذ الصباح الباكر اثبات امتيازها في قيادة الجمعية، ردت المتحدون بقوة على النشرات من خلال استعراض انجازاتها خلال قيادتها للجمعية، بالإضافة إلى تفنيد اتهامات المستقلة في نشراتها الموزعة.
وكان لافتاً توزيع القائمة المستقلة نشرة تحمل أعداداً سابقة من «الجريدة» قبل عامين، بعد كشف الجريدة لتجاوزات مالية خطيرة في جمعية القانون في ظل سكوت الإدارة وتوقيع المحاسب المالي على التقرير المالي، ولم تقم الجمعية بسد النقص المالي في الحساب النهائي إلا بعد كشف «الجريدة» لهذا الأمر بشكل خالف اللوائح والقوانين المعمول بها في جامعة الكويت.
المتحدون 2 .. المستقلة 1
خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، تغلبت قائمة المتحدون التابعة للقائمة الائتلافية في كلية الحقوق على القائمة المستقلة في عدد مرات الفوز، إذ استطاع أبناء المتحدون من تحقيق الفوز مرتين في هذه الفترة مقابل مرة واحدة لصالح المستقلة وهو العام النقابي الماضي.
ففي عام 2007/2008، استطاعت المتحدون حسم النتيجة لصالحها بصندوق الطالبات، بعد أن خسرت بفارق 95 صوتاً عن القائمة المستقلة في صندوق الطلبة، إلا أن عضوات المتحدون أبين في ذاك العام إلا أن تسجل قيادة الجمعية باسم المتحدون لتصل إلى مقاعد الجمعية بفارق 56 صوتاً جاءت بفضل عضوات المتحدون.
أما في عام 2008/2009 النقابي، فقد استطاعت المتحدون ترد بقوة على المستقلة بعد فوزها في الجمعية للعام الثاني على التوالي وبالصندوقين بعد أن كانت قد خسرت صندوق الطلبة في العام الذي سبقه، وحققت المتحدون مجموع أصوات بلغ 841 صوتاً وبفارق 106 أصوات على المستقلة التي حلت ثانية بمجموع أصوات 735.
وكانت المفاجأة في العام الماضي 2009/2010 عندما استطاعت القائمة المستقلة كسر احتكار المتحدون لجمعية القانون الذي دام سبع سنوات متواصلة بفوزها بفارق 81 صوتاً عن المتحدون، بالإضافة إلى فوز المستقلة بصندوقي الطلبة.
« جريدة الجريدة »