رغم ارتفاع «المستقلة والوسط»… المستفيد الأكبر هو «الائتلافية».
التكتيكات التي تلجأ إليها القوائم المتنافسة تتخذ من المكاسب الخاصة هدفاً لها بعيداً عن المصلحة الكلية للمجتمع الطلابي وتخليصه مما يهدد وحدة صفه الوطني.
انتهت الانتخابات الطلابية في أغلب المؤسسات التعليمية في الكويت كجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب خلال الأسبوعين الماضيين، وبدأت القوائم الفائزة مزاولة أعمالها وتقديم الشكر والعرفان لكل طالب أو طالبة اختار القائمة وأوصلها إلى مقاعد الرابطة أو الاتحاد.
وعلى النقيض تماماً بدأت القوائم الطلابية مما لم يحالفها الحظ في الحصول على نتائج جيدة في لملمة الجروح ومحاولة إعادة بناء الصفوف مرة أخرى، واستخدام «التكتيكات» الانتخابية التي قد تُعيد بعضاً من بريقها الذي خسرته خلال الانتخابات الماضية.
وأول هذه الخطط التي تسعى القوائم التي تنتهج أسلوب «الديمقراطية» كالوسط الديمقراطي والمستقلة إلى الاستعانة بها اختيار هيئات تنسيق جديدة لها، متوقعة في كل عام أن تحمل هذه الهيئات «العصا» السحرية لتغيير النتائج وترتيب الصفوف وتحقيق نتائج ايجابية وكل الأمور التي تترقب القائمة الحصول عليها.
فالوسط الديمقراطي تقيم جمعيات عمومية والمستقلة كذلك، ويتم اختيار منسقين وأمناء السر وأمناء الصناديق، بما يتحقق من خلالها للجميع رفع الصوت الوطني والوقوف أمام من يسعى إلى شق هذا التيار، وفي النهاية وحين تدق «طبول» المعركة تعاد النتائج نفسها، لتعيد قواعد القوائم نفسها من خلال جمعياتها العمومية.
للأسف القوائم الوطنية وخصوصاً القائمة المستقلة والوسط الديمقراطي لا تستوعب الدرس جيدا… نعم… المستقلة قاربت من كسر حاجز الـ3000 صوت على مستوى انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت-فرع الجامعة، ونعم… الوسط عادت إلى المركز الثالث وأسقطت القائمة الإسلامية وارتفع إلى ما يقارب الـ500 صوت، إلا أن هذا الصعود لا يُعتبر نجاحاً لمن يرغب في إعادة أمجاد هذا التيار الوطني.
إننا نحتاج فعلاً إلى من يعيد هذا التيار داخل أروقة الجامعة، وهذا لا يحتاج إلى جمعية عمومية أو وعود يطلقها أعضاء القوائم، فهذه القوائم تحتاج إلى من يوصلها إلى مقاعد الاتحاد ونشر الفكر الوطني بين أفكار «الظلام» التي ينشرها الآخرون ونحن هنا لا نخص بالذكر أي قائمة تنافس هاتين القائمتين.
هذه القوائم عليها استخلاص العبر من الماضي، عليها قراءة سبب صعود القائمة المستقلة في عام 2000 كما عليها قراءة أسباب عودة الوسط في 2008، هذه الأمور على قوائمنا الوطنية ألا تتجاهلها وتترك أمور من يدير دفة القائمة ويوصلها إلى بر الأمان، نعم قد يكون لهيئات التنسيق الدور الأكبر أو الدور الأهم في هذه العملية ولكنه ليس بالضروري.
إن عودة الوسط الديمقراطي للمركز الثالث ليس إلا فائدة كبرى للقائمة الائتلافية، فهذه الانتخابات أبانت بعض ملامح تلك القائمة فرغم القوة التي تتمتع بها والنفوذ الواسع داخل إدارات الجامعة وخارج أسوارها لم تتمكن من اختراق حاجز الـ6000 صوت، بل وسقطت أعداد الأصوات التي حصلت عليها كذلك، ومع ذلك فإن ارتفاع المستقلة الطفيف وقفزة الوسط رسمت ملامح مميزة للقائمة الائتلافية داخل أروقة الجامعة، فهاتان القائمتان وبنظر الائتلافية ستسعيان بشكل أو بآخر إلى ضرب أحدهما الأخرى، وبالتالي ترك الصورة «النظيفة» للائتلافية بعيداً عن هذا الصراع وإعادة محاولتها لكسر حاجز الـ6000 صوت.
ويجب على الجميع أن ينتبهوا إلى أن آلية عمل القائمتين متاشبهتان والهم الوطني موجود لدى الأثنتين، ووجودهما كمنافسين إحداهما للأخرى وإن أنكر أعضاؤهما تلك المنافسة فيه ضرر كبير عليهما معاً.
لذا يجب على قياديي هاتين القائمتين إعادة لحمة الصف الوطني داخل أروقة الجامعة، والتفكير في الكويت والبعد عن التكتيكات التي تفرق ولا توحد حتى نصل بكويتنا إلى بر الأمن.
« جريدة الجريدة »