نتائج جيدة لـ «الائتلافية» رغم خسارتها كليات لا يستهان بها.
كانت القائمة الائتلافية هي الفائز الأكبر في انتخابات جامعة الكويت هذا العام بحصولها على روابط وجمعيات 6 كليات، بينما كانت منافستها الأولى القائمة المستقلة «الحصان الأسود» بعد حصولها على 4 كليات.
بعد إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات كلية الصيدلة وإعلان فوز قائمة الصيدلة بجمعية الصيدلة، انتهت انتخابات جامعة الكويت هذا العام وخرجت كل قائمة من القوائم المتنافسة على مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة، أو على مستوى الروابط والجمعيات العلمية بما ظفرت به سواء كانت بصعود أرقامها أو الفوز بمقاعد الهيئات الإدارية للروابط في مختلف الكليات.
وكان الفائز الأكبر رقمياً هو القائمة الائتلافية بعد استمرار قيادتها للاتحاد للعام الواحد والثلاثين بالإضافة إلى امتلاكها 6 روابط وجمعيات علمية، تليها القائمة المستقلة «الرابح الأكبر» بعد قفزتها التاريخية في انتخابات الاتحاد وحصولها على مقاعد أربع روابط في عام واحد، بينما تمنت قائمة الوسط الديمقراطي لو احتفظت برقمها لانتخابات العام الماضي الذي سقط سهواً منها هذا العام، واستمر تراجع القائمة الإسلامية للعام الثاني على التوالي.
«الائتلافية»
ما زالت القائمة الائتلافية تحصد النجاح تلو النجاح في انتخابات جامعة الكويت، فعلى الرغم من المشاكل الإدارية التي واجهت القائمة استمرت بالفوز لتقود الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة للعام الواحد والثلاثين على التوالي، مع تحقيقها لأعلى رقم في تاريخ انتخابات الاتحاد في جامعة الكويت.
ولم تقف نجاحات القائمة عند حد الاتحاد، بل استمرت للظفر بجمعيات وروابط 6 كليات مختلفة، هي كلية العلوم الاجتماعية والعلوم والطب المساعد والتربية والبنات بالإضافة إلى الفوز التاريخي في كلية الهندسة والبترول.
ولكن بالتحليل نجد أن وضع الائتلافية كان مهزوزاً وخرجت بخسائر فادحة رغم النتائج المدهشة التي حققتها في بعض الكليات، ففي الاتحاد وعلى الرغم من أن أكبر دفعة طلبة مستجدين في تاريخ جامعة الكويت قد قبلت هذا العام، لم تتجاوز زيادة الائتلافية 400 صوت، على عكس السنوات الماضية التي كانت القائمة تتجاوز فيها 500 صوت دفعة واحدة بمستجدين أقل بكثير من الرقم المقبول هذا العام في الجامعة.
وعلى مستوى الروابط والجمعيات العلمية، فإن خسارة الائتلافية لكلتين تعدان أهم معاقلها هما كليتا الحقوق والآداب تعد خسارة حقيقة للقائمة خاصة أن هاتين الكليتيين تُعدّان ثقلاً كبيراً في انتخابات الجامعة، بالإضافة إلى أن كلية الآداب تُعد مفتاحاً للكليات الأدبية الأخرى بسبب عدد المحولين الكبير للكليات الأخرى، فخروج الطلبة وهم مؤيدون لقوائم أخرى لكليات أخرى يجعل من موقف الائتلافية في الكليات المحول إليها كالعلوم الاجتماعية صعباً جداً، فضلاً عن أن العدد الكبير للمنشقين من القائمة الائتلافية من أكثر من كلية لعب دوراً كبيراً في التأثير على قواعد القائمة وهز ثقتهم بالفوز.
وكذلك، فإن فوز القائمة الائتلافية بممثلتها الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية يُعد فوزاً باهتاً بعد استطاعة القائمة المستقلة لتقليل الفارق بينها وبين الائتلافية إلى ما يقارب 160 صوتاً وهو فارق يضع القائمة الاجتماعية في موقف ضعيف، وفي الجهة الأخرى فإن القائمة العلمية ممثلة الائتلافية في كلية العلوم كان فوزها دون طعم أيضاً بعد خسارتها لصندوق الطلبة وفوزها بفارق الـ 27 صوتاً فقط ضد منافستها القائمة المستقلة.
أما كلية البنات فإن فوز «الائتلافية» لم يأت بمجهود كون أن قائمة «الريادية» التابعة للائتلافية لم تفز بأي مجهود، بعد فوزها بالجمعية بالتزكية لعدم وجود قائمة منافسة تخوض الانتخابات ضدها، وعلى العكس تماماً حققت القائمة الائتلافية فوزاً كاسحاً في انتخابات كلية الهندسة والبترول بعد حصولها على مجموع أصوات 1630 وبفارق ما يتجاوز 400 صوت عن منافستها القائمة الهندسية، أي أن القائمة العلمية ممثلة الائتلافية في الهندسة حققت رقماً يتجاوز رقم الوسط الديمقراطي والإسلامية بشكل منفرد في انتخابات الاتحاد!

«المستقلة»
استطاعت القائمة المستقلة لفت الأنظار إليها بعد الأرقام المذهلة التي حققتها في انتخابات جامعة الكويت لهذا العام، فقد تمكنت من تحقيق أعلى رقم في تاريخ القائمة منذ تأسيسها وذلك بحصولها على 4017 صوتاً على مستوى انتخابات الاتحاد، وكذلك ظفرت بمقاعد أربع روابط بكليات مختلفة.
فالقائمة المستقلة التي كانت تطمح إلى كسر حاجز الـ3000 صوت التي عجزت عن تحقيقه منذ سنوات، تمكنت من تحقيق «الزيادة» الخيالية بعد قفزتها وحصولها على أكثر من 1000 صوت في عام واحد وبشكل أرهب الائتلافية لتتمكن من كسر حاجز الـ4000 صوت وتخطت رقم العقدة بالنسبة للقائمة وهو الـ3000.
وكذلك تمكنت من الظفر بمقاعد الهيئة الإدارية لرابطة طلبة كلية الآداب بعد 4 سنوات من خسارتها في الكلية، بالإضافة إلى فوزها في انتخابات كلية الحقوق التي كانت تُعد من أهم معاقل القائمة المستقلة قبل خسارتها 6 أعوام متتالية، هذا فضلاً عن استمرارها بقيادة رابطة طلبة كلية العلوم الإدارية وجمعية الأسنان.
وفي الجهة الأخرى، فإن القائمة خسرت في انتخابات كلية الصيدلة ضد منافستها قائمة الصيدلة وبالتالي فقدت إحدى الكليات التي كانت تقودها في العام الماضي، وكذلك خسرت في كلية العلوم بفارق قليل جداً وانتخابات كلية العلوم الاجتماعية رغم تقليلها للفارق بين صاحبة المركز الأول القائمة الاجتماعية.
«الوسط والإسلامية»
واستمر تراجع قائمتا الوسط الديمقراطي والإسلامية لهذا العام أيضاً، ولم تتبدل المراكز بينهما رغم المنافسة الشديدة بينهما في كل عام نقابي على المركزين الثالث والرابع في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت.
فعلى الرغم من استمرار الوسط الديمقراطي في المركز الثالث لم تستطع الحصول على مجموع أصوات أعلى من العام الماضي، ولم تكتف بذلك بل قل رقمها لأسباب كثيرة يعزوها البعض إلى مشاكل إدارية وعدم رضا البعض على التنسيق العام للوسط لهذا العام النقابي، كذلك لم تحز القائمة على أي رابطة أو جمعية علمية لهذا العام النقابي وخسارتها لكليتها المفضلة كلية الطب المساعد.
وإن اختلفت المسببات الحقيقة حول سقوط الوسط بالأرقام، فإن النتيجة كانت واحدة بخسارة الوسط الديمقراطي لما يتجاوز 200 صوت في انتخابات الاتحاد هذا العام.
واستمرت القائمة الإسلامية في التراجع بعد خسارتها للمركز الثالث ونزولها للرابع في العام الماضي، وهو ما يرجع إلى تقليل عدد أصوات القائمة هذا العام أيضاً، والسبب قد يعود لانشقاق الصفوف في القائمة، وخروج مجموعة من القائمة أسست بدورها القائمة الحرة التي لم تخض انتخابات هذا العام واكتفت بإصدار بيان مقاطعة قبيل الانتخابات تشكك فيه بمصداقية انتخابات الاتحاد في ظل وجود الائتلافية كخصم وحكم في آن واحد.
« جريدة الجريدة »