اتهمها بسرقة تظلمات الطلبة… والقائمة وجدتها ملقاة في بهو الكلية.
شكت القائمة المستقلة إلى مدير الجامعة رئيس لجنة الكنترول لاتهامه إياها بـ«الاستيلاء على تظلمات الطلبة من مقر جمعية القانون» مدعية أنها وجدت تلك التظلمات ملقاة في بهو الكلية، مطالبة إياه بالاعتذار.
في تطورات جديدة لقضية «التظلمات» التي ألقت بها جمعية القانون في بهو الكلية وانفردت «الجريدة» بنشر الخبر حينها، رفع منسق القائمة المستقلة في كلية الحقوق عبدالعزيز الجاسم «شكوى» إلى مدير الجامعة د. عبدالله الفهيد ضد رئيس لجنة الكنترول في كلية الحقوق د. محمد العتيبي.
وتأتي الشكوى بعد أن تحدث العتيبي في إحدى الصحف الأسبوع الماضي قائلاً «إن الخطأ تتحمله الجمعية والقائمة المستقلة على حدٍ سواء»، مكملاً تصريحه بأن الجمعية أخطأت في تأخير تسليم التظلمات والمستقلة استولت عليها وسلمتها بعد شهرين من تاريخ تسلم الجمعية لها!
واستغرب الجاسم في تصريح خاص لـ «الجريدة» كلام العتيبي، حيث أكد أن «طالبات من الكلية وجدن «التظلمات» ملقاة في بهو الكلية في شهر يوليو الماضي، فقمن بتسليمها إلينا بالقائمة لمتابعة الموضوع كونه يهم شريحة كبيرة من الطلبة خاصة الذين تقدموا بهذه التظلمات، وبدورنا قمنا على الفور بتسليمها إلى لجنة الكنترول».
وأضاف الجاسم أن القائمة «شكّلت فريقاً التقى رئيس اللجنة العتيبي بنفسه واعترف بخطأ الجمعية، كما اعترف بصحة عدد كبير من هذه التظلمات ووعدنا بأنه سيسمح للطلبة المتظلمين برؤية أوراق اختباراتهم للتأكد من الدرجات النهائية، وسيكون ذلك خلال الأسبوع الذي يلي مقابلتنا إياه، ولكن للأسف بعد مرور أسبوع ذهب العتيبي في إجازة خارج البلاد تاركاً هذا «الموضوع» المهم دون أي حل!».
وطالب الجاسم رئيس اللجنة بـ «الاستقالة بعد تشكيكه بأخلاق أعضاء القائمة المستقلة متهماً إياهم بالاستيلاء على هذه الأوراق، قائلاً إننا طلبة جامعيون ندرس القانون ولسنا «حرامية»، ثم وإن كنا قد استولينا على هذه الأوراق كما يقول فهل من المعقول أن يكون مقر جمعية القانون مفتوحاً ويستطيع أي أحد الدخول إليه بهذه السهولة ويتمكن من الاستيلاء على هذه الأوراق أو غيرها؟!»، مضيفاً أن «القائمة رفعت شكوى إلى مدير الجامعة بسبب الاتهام غير المسئول من شخص تجب عليه الحيادية بحكم منصبه»، مطالباً أيضا بـ«اعتذار رئيس اللجنة بسبب اتهاماته للقائمة من غير أدلة، وسنصعد الموضوع إلى أعلى المستويات ما لم يحل بشكل ينصف الطلبة ويحاسب المخطئ في قضية التظلمات وهي جمعية القانون».
وعود العتيبي
ومن جانب آخر علمت «الجريدة» من مصدر مطلع، أن وفداً مكوناً من أكثر من 20 طالبة من كلية الحقوق توجه لمقابلة العتيبي في وقت سابق، وقد اعترف له أيضاً بمدى فداحة الخطأ الذي ارتكبته الجمعية في موضوع «التظلمات»، بالإضافة إلى قطعه نفس الوعد الذي قطعه أمام أعضاء القائمة المستقلة بأن يسمح للطلبة المتظلمين برؤية أوراق اختباراتهم، إلا أنه نكث بهذا الوعد وطالب بضرورة تقليص فترة الاختبارات النهائية من شهر إلى عشرة أيام بسبب «الضغط النفسي» الذي يقع على أعضاء اللجنة، واستغرب الوفد هذا الطلب خاصة أن المواد العلمية في الاختبارات النهائية تحتاج إلى وقت ولا تكفي الأيام العشرة، متسائلاً «هل الضغط النفسي على أعضاء اللجنة «حرام» رغم أنه عملهم الأساسي، والضغط النفسي الذي يواجه الطلبة في حال تقليل مدة الاختبارات النهائية حلال يالعتيبي؟!».
كما ذكر المصدر نفسه أن «هذا الفريق «النسائي» سجّل كلام العتيبي أثناء مقابلتهم له، ومستعد لتقديمه إلى أي جهة تنصف الطلبة وتحاسب المخطئ.
«الجريدة» التقت بعض الطالبات اللاتي كن ضمن الوفد الذي قابل العتيبي لمعرفة الحقيقة الكاملة وجاءت كلماتهن كالتالي:
نطالب بالإنصاف
سردت الطالبة خلود الصويلح ما حدث بخصوص موضوع التظلمات مستهلة حديثها بالقول «قال تعالى «وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» البقرة (42)، إن عضوات القائمة المستقلة بعد أن وجدن أوراق التظلمات قمن بالاتصال على أصحابها شخصياً لتبرىء الذمة، وقمن بتسليمها للكنترول بعلم أصحابها وجميع الطلبة المتضررين يعلمون ذلك، ثم التقينا رئيس لجنة الكنترول د. محمد العتيبي الذي وعدنا بحل الموضوع والسماح لجميع المتظلمين برؤية أوراق اختباراتهم، وللأسف خلال أقل من أسبوع صدمنا بخبر سفره في إجازة خارج البلاد تاركاً الموضوع الذي يهم الطلبة في أدراج لجنة الكنترول»، وزادت بالقول «وبعدها بفترة قمنا بمقابلته مرة أخرى كوننا في كلية «الحق» ولا نخاف من كلمة الحق، ولكن للأسف قابلنا بطريقة غير لائقة وقال بالكلمة الواحدة «أنا سحبت كلامي وما وعدتكم بشي»، بل واتهم الطرف الذي يحاول مساعدة الطلبة وهو القائمة المستقلة بـ «السرقة» والركض خلف البهرجة الإعلامية من دون أي دليل»، وتساءلت «ما مصلحة «المستقلة» من سرقة أكثر من 250 تظلماً؟ وهل الجمعية تغفل بهذه السهولة عن فقدان هذه الكمية من التظلمات الموجودة بمقرها؟».
ومن جانبها، استغربت الطالبة سمية البراك تصريح د. محمد العتيبي، حيث أكدت أنها بالإضافة إلى مجموعة من طالبات الكلية «التقينا الدكتور للبحث في موضوع التظلمات التي كنا قد رفعناها، وقد وعدنا خيراً بحل الموضوع وبالسماح للطلبة «المتظلمين» برؤية أوراق اختباراتنا، ولكن للأسف خرج العتيبي بتصريح غريب في إحدى الصحف ينفي وعده لنا، ويرمي التهم جزافاً على الطرف الذي حاول مساعدتنا وهي القائمة المستقلة، لذلك نطالب بضرورة فتح لجنة تحقيق في القضية لرد حقنا ومحاسبة المخطئ».
« جريدة الجريدة »