مقصيد لـ «الجريدة»: حرية التعبير المكفولة بالكلمة لا بالأيدي.
في حادثتين منفصلتين، تشاجر عدد من أعضاء قائمتي المستقلة والائتلافية في كليتي العلوم الإدارية والعلوم الاجتماعية في وقت باتت فيه الانتخابات الطلابية على الأبواب.
مع اقتراب الانتخابات الطلابية في جامعة الكويت من ساعات الحقيقة في شهر أكتوبر المقبل، عادت المواجهات الدامية بين القوائم الطلابية إلى الساحة وعلى مدى يومين متتاليين، ففي الحادثة الأولى تشاجر أعضاء من قائمتي المعتدلة والقائمة المستقلة في كلية العلوم الإدارية، بينما تشاجر في الأخرى أعضاء من قائتمي المستقلة والاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة كون أن المشاجرتين كانتا بين أعضاء من المستقلة والائتلافية، لا سيّما أن هناك مشاجرات عدة جرت في الأعوام الماضية بين القائمتين دون وجود رادع حقيقي وعقوبات تمنع وتحد ظاهرة العنف الطلابي التي باتت لا تخفى على أحد.
وفي تفاصيل الحادثة الأولى، وجد أعضاء نادي «مدراء المستقبل» التابع للاتحاد الوطني لطلبة الكويت والممثل من قبل أعضاء القائمة المعتدلة -الائتلافية في الإدارية- في بهو الكلية بسبب تنظيمهم لأسبوع تضمن معرضاً وعدداً من الانشطة المختلفة، وأثناء ذلك احتشد أعضاء القائمة المستقلة في الكلية في نفس البهو، ليشتعل فتيل الأزمة بين شخص من القائمة المستقلة وآخر من المعتدلة لتمتد بين أعضاء القائمتين ككل.
أما في كلية العلوم الاجتماعية، التي باتت تشهد الكثير من المشاجرات الطلابية في العامين الماضيين، فكانت البداية مع إعلان القائمة المستقلة قبل الحادثة بيوم نيتها إقامة حشد انتخابي تصدح فيه أصوات أعضاء القائمة باناشيدها المختلفة، ليقوم أعضاء القائمة الاجتماعية -الائتلافية في كلية العلوم الاجتماعية- بعمل حشد في نفس الوقت والمكان الذي أعلنته القائمة المستقلة موعداً لفعاليتها، لتبدأ بها المعركة بشكل متقطع وفي كل أرجاء الكلية.
هاتان الحادثتان المنفصلتان، تعيدان إلى الأذهان عدداً من الأسئلة التي دائماً ما تطرح دون وجود إجابات واضحة من قبل الإدارة الجامعية، فهناك لوائح جامعية عدة تقر بعقوبات شديدة على القائمين على هذه المشاجرات أو المساهمين فيها، ولكنها تصبح «سراباً» حالما تنتهي المشاجرة وإعلان الجامعة بفتح لجنة تحقيق التي تطول دون أي حكم نهائي أو أن يكون الحكم بعدم اتخاذ اجراء سوى أقل الضرر وهو التجميد النقابي.
ومن جانبه، أكّد مدير إدارة العلاقات العامة والناطق الرسمي لجامعة الكويت فيصل مقصيد لـ «الجريدة» شجب الإدارة الجامعية لمثل هذه التصرفات الدخيلة والغريبة على المجتمع الجامعي، مبيناً أن حرية التعبير مكفولة للجميع من خلال النشرات التي تصدرها القوائم أو المهرجانات الخطابية وغيرها من أمور، وليس بلغة التشابك بالأيدي المرفوضة تماماً من قبل الجميع.
وأوضح أن المنابر الطلابية منذ تأسيس جامعة الكويت كانت تترجم وضعاً طلابياً مميزاً من خلال أفعالها على أرض الواقع وهو ما ننشده من هذه الحركة الطلابية، لافتاً إلى أن المتسبب في مثل هذه العمليات يجب أن يلقى جزاءه حسب ما تنص عليه اللوائح والنظم الخاصة بهذه الأمور لدى عمادة شؤون الطلبة، وهي اللوائح التي نرفض استخدامها ولكن بمثل هذه الظروف نضطر آسفين إلى تفعيلها لمعاقبة المخالفين والمشوهين للحرم الجامعي.
وبدوره، أكّد مدير إدارة الأمن والسلامة في جامعة الكويت خالد الياقوت لـ «الجريدة» أن الإدارة تعمل جاهدة في سبيل توفير الأمن والراحة داخل الحرم الجامعي، مضيفاً أن ظاهرة العنف الطلابي أصبحت موجودة وبشكل واضح داخل الجامعة.
وذكر الياقوت قائلاً أن ما وقع لا يمكننا التدخل فيها لأنها وقعت وانتهت، ولن يبقى الباب مفتوحاً في كيفية معالجة ما وقع بعد وقوعه، مؤكداً على أن الإدارة وضعت خطة في الأيام الماضية في سبيل الحد من هذه الظاهرة التي بدأت تؤرق الجسد الجامعي، موضحاً أن الطالب يجب أن يكون طرفاً في هذه الخطة كونه من المفترض أن يكون واعياً وعارفاً باللوائح والنظم الجامعية.
وعن حادثتي العلوم الاجتماعية والإدارية المنفصلتين، أكّد الياقوت على أن هناك اجراءات ستتخذها الإدارة لضمان عدم عودة العنف بهذه الصورة، مضيفاً أن الإدارة تشددت في اجراءاتها أخيراً في هذا الشأن وخصوصاً أن أفراد الأمن والسلامة قاموا بالتشديد اليوم داخل كلية العلوم الاجتماعية كنوع من الاحتياطات بعد وقوع المشاجرة.
« جريدة الجريدة »