العجيري لـ الجريدة•: ظاهرة عادية تحدث سنوياً
تحويل مسار خمس طائرات إلى الدمام والبحرين
ما إن استفاق المواطنون من آثار العاصفة السوداء التي ضربت البلاد قبل أسبوعين، حتى لاحقتهم عاصفة جديدة خلال ما يسمى «سُبَّق السرايات»، إذ تسببت في تعطيل المصالح وإيقاف الدراسة في المدارس والجامعات بسبب انعدام الرؤية في كثير من المناطق.
ورغم أن الأوضاع بدأت في التحسن تدريجياً، ذكر خبراء الأرصاد أن هناك فرصة لهطول أمطار رعدية وصواعق دائما ما تأتي في موسم السريات المعروف بتقلباته.
وفي هذا السياق، أكد الباحث الفلكي د. صالح العجيري ان الرياح المحمّلة بالغبار والسائدة حاليا (أمس وأمس الاول) في البلاد تعد ظاهرة عادية تحدث سنوياً في مثل هذا الوقت وتسمى بـ«سُبَّق السرايات»، وتتبعها السرايات التي تحمل الامطار الرعدية والبروق وتسود السماء خلالها الغيوم.
وقال العجيري لـ«الجريدة» ان «هذه الرياح يلزم الحذر من شدتها لكن لا يلزم الخوف منها، لانها لا تؤثر الا في من حالته متقدمة من مرضى الربو ومن الممكن ان تؤثر في حركة الملاحة الجوية والبحرية»، متوقعاً أن «يسود اليوم غبار خفيف جداً تحمله رياح منخفضة السرعة، ثم تأتي الامطار الرعدية بعدها».
وذكر أن «الرؤية الأفقية تنخفض إلى أقل من 250 مترا وقد تنعدم في بعض المناطق المكشوفة»، مضيفا ان «هذه الحالة ستستمر الى ما بعد العصر من مساء أمس، على أن يتحسن الجو تدريجيا في الليل مع وجود الغبار العالق».
مرتفع جوي
وأشار العجيري إلى ان البلاد حاليا تحت تأثير مرتفع جوي مقبل aمن الشمال يتمثل في هبوب رياح شمالية غربية معتدلة أو نشطة في السرعة تتراوح سرعتها بين 30 و45 كيلومترا في الساعة مع غبار كثيف تتدنى معه الرؤية الافقية.
وبالنسبة للبحر، أوضح العجيري انه سيكون عالي الموج ما بين 4 و7 أقدام وتنخفض الرؤية في مطار الكويت الدولي الى 400 متر.
وشدد على مرتادي الطرق ضرورة توخي الحيطة والحذر خصوصا في الساعات المتأخرة من الليل والساعات الاولى من نهار اليوم، كما حذر مرتادي البحر من ارتفاع الأمواج حيث يكون البحر عالي الموج الى هائج أحيانا، داعيا المرضى الذين يشكون الحساسية الى أخذ الاحتياطات المعتادة في مثل هذه الظروف الجوية السيئة.
ترسب تدريجي
إلى ذلك، توقعت إدارة الارصاد الجوية في الادارة العامة للطيران المدني تحسنا طفيفا في الرؤية الأفقية في وقت متأخر من ليل أمس يصل الى 500 و800 متر.
وذكرت في بيان صحافي أمس، انه سيبدأ من صباح اليوم الترسب التدريجي والتحسن في الرؤية الأفقية على أن تنتهي هذه الموجة من الغبار فعاليتها تماما مساء اليوم بمشيئة الله.
وتوقعت الادارة أن تكون عطلة نهاية الإسبوع هادئة بعد هذه الموجة من الطقس العنيف مع رياح معظمها شمالية الى شمالية غربية خفيفة الى معتدلة السرعة والبحر خفيف الى معتدل الموج بوجه عام وان كانت هناك فرصة لغبار محمول في وقت متأخر من مساء يوم السبت ويتوقع ان يكون غبارا خفيفا لا يؤدي الى انخفاض الرؤية كثيرا.
وجددت الادارة دعوتها المواطنين والمقيمين الى متابعة النشرة الجوية من خلال صفحتها الالكترونية على شبكة الانترنت، خصوصا أثناء التقلبات الجوية لمعرفة آخر التطورات في الطقس ومعرفة التحذيرات الجوية اذا استدعى الامر اصدارها.
خمس طائرات
وفي السياق ذاته، علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة ان الادارة العامة للطيران المدني حولت مسار خمس طائرات الى مطاري الدمام والبحرين بسبب سوء الاحوال الجوية في البلاد، بعد أن أوقفت حركة الرحلات القادمة الى مطار الكويت الدولي، بينما الرحلات المغادرة مستمرة، ثم عادت الملاحة الجوية في البلاد بعد الساعة الواحدة من ظهر أمس.
ويذكر ان الرؤية المسموح بها للرحلات القادمة هي 300 متر فما فوق في حين الرؤية المسموح بها للرحلات المغادرة هي 150 مترا.
توقف الملاحة البحرية
وتزامنا مع ذلك، أعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية توقف الحركة الملاحية في موانئ الشويخ والشعيبة والدوحة بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال مدير إدارة العمليات البحرية في ميناء الشويخ سليمان اليحيي إن «الحركة الملاحية في ميناء الشويخ تم ايقافها من الساعة السادسة صباحا بسبب تدني مستوى الرؤية الأفقية إلى أقل من ربع الميل وسرعة الرياح التي بلغت 35 كيلومتراً، مؤكدا أن ذلك يأتي حرصاً على سلامة السفن والأرصفة البحرية وموظفي الموانئ.
ولفت اليحيى إلى أن «سوء الأحوال الجوية أدى إلى تأجيل دخول ثلاث إلى الميناء، وهما الآن في منطقة انتظار السفن خارج الميناء لحين تحسن حالة الجو، كما تم تأجيل خروج أربع حاويات ترسو حالياً على أحد الأرصفة، متوقعا «عودة الحركة مساء اليوم».
«الإطفاء» تحذر
بدورها، دعت الادارة العامة للاطفاء المواطنين والمقيمين إلى توخي الحذر في تنقلاتهم في الاجواء الحالية التي تشهدها البلاد من موجات للغبار وتدني مستوى الرؤية والتأكد من سلامة مركباتهم وجاهزيتها.
وقال مدير منطقة الاطفاء البحري في الادارة العقيد خالد المكراد لـ«الجريدة» أمس إن الأجواء تكون في مثل هذه الأوقات من السنة متقلبة مما يشكل خطرا على سلامة مرتادي البحر اذ يصاحب هذه التقلبات رياح قوية وانعدام للرؤية وأمطار وصواعق في بعض الأحيان.
وبين المكراد أن الأحوط في مثل هذه الأجواء هو عدم ارتياد البحر وتأجيل ذلك الى حين تحسن الأجواء داعيا من هم داخل البحر الى التوجه بسرعة الى أقرب مرسى أو شاطئ أو جزيرة وأن يبقوا في أماكن مغطاة لتجنب مخاطر الصواعق، مشيرا إلى أن المواطنين مطالبون بالتأكد من جاهزية مراكبهم وسلامة محركاتها وتزويدها بمانع للصواعق وارتداء سترات النجاة لما لها من أهمية قصوى في النجاة، مشدداً على ضرورة وجود أجهزة للاتصال اللاسلكي والهاتفي وللملاحة والتزود بطعام وشراب ووقود كاف تحسبا لأي طارئ.
إيجابية الغبار
من إيجابيات الغبار الذي غطى أجواء البلاد أمس أن الشوارع تخلصت بشكل ملحوظ من الزحام، حيث امتازت الحركة المرورية بالانسيابية، مما جعل قائدي المركبات يتقبلون الطقس السيئ، بدلاً من مواجهة الزحام الى جانب الغبار.
تعزيز «الاجتماعية»
لم تخل رسائل الهواتف النصية التي تبادلها الناس امس، من التحذيرات والتنبيهات والنصائح في التعامل مع مثل تلك الاجواء، التي تصب في مصلحة تعزيز الترابط الاجتماعي. … ويعطّل المؤسسات التعليمية للمرة الثانية خلال شهر واحد، أعلنت كل من جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب فضلا عن الجامعات والمعاهد الخاصة تعطيل الدراسة يوماً (أمس) بسبب سوء الأحوال الجوية التي عاشتها الكويت بعد موجة غبار ملأت الشوارع انخفضت معها الرؤية الأفقية.
وإذ أعلن مدير إدارة العلاقات العامة الناطق الرسمي باسم جامعة الكويت فيصل مقصيد ان الإدارة الجامعية قررت إيقاف العمل والدراسة في جميع مراكز وكليات الجامعة أمس نظرا إلى سوء الأحوال الجوية، عطلت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدراسة في الكليات والمعاهد للسبب نفسه.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول العلاقات العامة في كلية ماسترخت- الكويت حمد الحجي لـ»الجريدة» إن رئيس الكلية خليل العبدالله أصدر قرارا منذ الصباح بتعطيل الدراسة أمس مؤكدا أن القرار جاء حرصا من إدارة الكلية على سلامة الطلبة التي هي أهم من الدراسة التي لن تتأثر بالتوقف يوما واحدا.
من جانب آخر، علمت «الجريدة» أن كلا من كلية بوكسهل والكلية الأسترالية في الكويت قررتا إيقاف الدراسة أمس حتى اشعار آخر بانتظار ما تسفر عنه الأحوال الجوية اليوم.
«التربية»: إجراءات تنظيمية لمواجهة سوء الأحوال الجوية قررت وزارة التربية تعطيل الدراسة في مدارسها كافة للطلبة والهيئة التدريسية والادارية نظرا لسوء الاحوال الجوية وذلك حفاظا على سلامتهم، لافتة الى ان اجراءات تنظيمية سيتم اتخاذها في هذا الصدد. وقالت الوكيلة المساعدة للتعليم العام في الوزارة منى اللوغاني انه تقرر تعطيل الدراسة امس فقط بسبب سوء الاحوال الجوية المصحوبة بالغبار الذي سبب انعدام الرؤية منذ الصباح الباكر، مشيرة الى ان الوزارة تتابع مع ادارة الارصاد الجوية ما يتعلق بأحوال الطقس اليوم وبناء على ذلك ستحدد الوزارة عودة الدراسة او اتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن في ضوء هذا الظرف الاستثنائي.
وبينت ان الوزارة اعطت تعليمات الى الادارات المدرسية لاعادة الاختبارات التي هي خارج الجدول مضيفة ان موعد الاختبارات الموحدة هو 17 ابريل الجاري. تأجيل افتتاح مستشفى العلاج التلطيفي لسوء الأحوال الجوية
أدت موجة الغبار التي اجتاحت البلاد أمس إلى تأجيل افتتاح مستشفى العلاج التلطيفي الذي كان مقررا أن يفتتحه سمو أمير البلاد أمس، في حين صرح رئيس قسم الحوادث في مستشفى العدان د. رضا جنة بأن الزيادة في عدد المراجعين للقسم أمس الأربعاء كانت في حدود الـ20% عن المعدلات الطبيعية. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة فيصل الدوسري في تصريح صحافي إن الوزارة تنتظر موعدا جديدا من الديوان الأميري لافتتاح المستشفى الذي يعد واحدا من أهم المراكز المتخصصة في الشرق الأوسط في العلاج التلطيفي ليخدم المصابين بالأمراض المزمنة ومنها مرض السرطان، ويقع في منطقة الصباح الصحية ويضم 121 سريرا و92 غرفة.
من جانبه، شدد مدير إدارة الطوارئ الطبية د. فيصل الغانم في تصريح صحافي على «استعداد الادارة التام لمواجهة أي طارئ خلال فترة الغبار والأحوال الجوية غير المستقرة التى تتعرض لها البلاد»، قائلا: «لم نصل إلى مرحلة الاستنفار حتى الآن من جراء موجة الغبار التي ضربت الكويت أمس، حيث إن معدل البلاغات التى تلقتها الادارة كانت في المعدلات الطبيعية، طبيعيا ولم يكن هناك أي زيادة ملحوظة فيها».
وقال الغانم: «إن الادارة جاهزة ومتأهبة لأي طارئ سواء من خلال عدد سيارات الاسعاف او الاجهزة الطبية او غيرها»، مضيفا أن «اقسام الحوادث في المستشفيات على أهبة الاستعداد بكامل طاقتها لمواجهة أي طارئ».
من جهته، صرح رئيس قسم الحوادث في مستشفى العدان د. رضا جنة إن القسم استقبل 4 حالات حوادث طرق بسبب الغبار، مشيرا إلى أنها حالات بسيطة وتحت الملاحظة.
وقال جنة إن قسم الطوارئ استقبل خلال الفترة الصباحية فقط نحو 270 مراجعا من الرجال، لافتا إلى أن القسم يستقبل في اليوم الواحد من 800 إلى 900 مراجع، ناصحا من يعانون نوبات ربو إلى عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، والحرص على تناول الأدوية بانتظام، تجنبا لحدوث أي أزمات. وأوضح أن الزيادة في عدد المراجعين للقسم أمس الأربعاء كانت في حدود الـ20% عن المعدلات الطبيعية، حيث إن القسم يتسقبل في الأوقات الطبيعية من 200 إلى 220 مراجعا خلال فترة الصباح، ناصحا رواد الطرق بعدم السرعة حرصا على سلامتهم، حيث إنه تقل الرؤية أو تنعدم في أوقات الغبار.
« جريدة الجريدة »