«الإدارة الخاصة» تفتقد الدعاية المناسبة لأنشطتها… والمنشآت الراقية لا وجود لها.
اتفق عدد من طالبات جامعة الكويت على أنهن لا يجدن الاهتمام الواضح من قبل الإدارة بنشاطهن الرياضي، مع تأكيد أغلبهن على عدم معرفتهن بوجود إدارة للنشاط الرياضي للطالبات.
على مدى سنوات طويلة كان للنشاط الرياضي الخاص بالطالبات في جامعة الكويت تاريخ طويل من الإنجازات والتألق، ساهم في تخريج عدد من الرياضيات الكويتيات اللائي شرفن الرياضة النسائية في الكويت بعد انتهائهم من مرحلتهم الجامعية.
إلا أنه ومع موضة «التحريم» التي اتبّعها عدد لا بأس من نواب «التأسلم» في مجالس الأمة السابقة لأي نشاط رياضي تقوم به الفتاة الكويتية، في محاولة منهم على ما يبدو لإعادة صورة طبق الأصل من حياة الجاهلية في الكويت، قل الاهتمام في هذا النشاط بالجامعة.
«الجريدة» في محاولة منها لتقصي أسباب هذا الخمول والتقصير بحق النشاط الرياضي التقت عدداً من الطالبات إلى جانب مشرفة رياضية في جامعة الكويت رفضت ذكر اسمها بسبب منعها من الإدلاء بتصريحات من قبل الإدارة.
وأوضحت المشرفة أن إدارة النشاط الرياضي للطالبات إدارة تابعة لعمادة شؤون الطلبة، تقوم بتنظيم فعاليات وأنشطة تخص الطالبات، وذكرت أنها باتت على مشارف السنة السابعة لها في وظيفتها الإشرافية تلك وأن الإدارة نظمت خلالها عدداً كبيراً من الأنشطة الرياضية في عدد من اللعبات مثل كرة القدم والسلة والتنس الأرضي والطاولة والاسكواش وغيرها من الألعاب، بالإضافة إلى تنظيم بطولات خارجية مع جهات خاصة مثل مدارس وزارة التربية والجامعات الخارجية، أو المشاركة في البطولات الخارجية.
مشاكل إدارية
وكشفت مشرفة النشاط الرياضي أن الإدارة تعاني عدداً من المشاكل أهمها النقص الكبير في عدد المشرفات، حيث إنها وكمثال تقوم بالإشراف على النشاط الرياضي لأربع كليات، هذا بالإضافة إلى النقص الواضح في المنشآت الرياضية، فلطالما طالبت الإدارة بتوفير صالة مغلقة تليق بسمعة دولة الكويت أولاً وسمعة جامعة الكويت ثانياً، ولكن من دون جدوى، كما أن عدم توافر مدربين لجميع اللعبات يعتبر مشكلة أخرى، فالمدربون يجب أن يتم توظفيهم من قبل الجامعة، ومشكلة التوظيف تبقى مشكلة روتينية مملة ومعقده دون سبب.
ولم تخف المشرفة كذلك إحدى المشكلات المهمة وهي عزوف الطالبات عن المشاركة في الأنشطة الرياضية التي تنظمها الإدارة، وقد يكون السبب لضعف الإعلان والدعاية، مشيرة إلى عدم تعاون إدارة النشاط مع نادي الفتاة مثلاً أو غيره من النوادي، مؤكدة عدم وجود أي مانع من التنسيق في هذا الشأن، ووجهت رسالة إلى الإدارة الجامعية بضرورة الاهتمام بالنشاط الرياضي للطلبة والطالبات على حدٍ سواء، لإظهار الصور الجميلة لـ جامعة الكويت.

إدارة غير معروفة
وأكدت الطالبة أمل الجاسم أنها لم تسمع منذ دخولها إلى جامعة الكويت عن أي نشاط رياضي خاص بالطالبات، مشددة على أن وجود نشاط رياضي خاص بهن شيء جميل كنوع من التغيير وكسر الروتين، ورأت أن الإدارة الجامعية والاتحاد الوطني لطلبة والكويت والروابط والجمعيات العلمية في الكليات مشتركة في نقص الإعلان عن وجود الإدارة الرياضية، فهذه الجهات عليها الاهتمام بالموضوع من جانب رغبتهم في تنمية المواهب الطلابية.
واتفقت الطالبة دلال الكندري مع سابقتها في شأن عدم معرفتها بوجود نشاط رياضي مخصص للطالبات، مرجعة هذا القصور إلى الإدارة الجامعية التي لا تعير لمثل هذا النشاط الحيوي في الجامعة الاهتمام اللازم، بالإضافة إلى رابطة الطلبة في الكلية التي من المفترض أن توصل صوت الطلبة إلى الإدارة الجامعية وتبرز مثل هذه الجوانب الإيجابية في الجامعة، وإعلام الطلبة بوجود نشاط خاص للرياضة النسائية خاصة ان الكثيرات يهتممن بالجانب الرياضي.
وتمنت الكندري من المسؤولين المزيد من الاهتمام بالطالبات وتنويرهم بالأمور المهمة والأنشطة المخصصة لهن، مضيفة أن الجامعة من المفترض ألا تكون للدراسة فقط.
وبدورها، نفّت أحلام العنزي معرفتها أو معرفة زميلاتها في الجامعة عن أي نشاط مخصص للطالبات، نافية في الوقت نفسه معرفتها بالسبب الكامن خلف عدم محاولة الإدارة الجامعية إبراز هذا القسم الجامعي الحيوي والمهم، مطالبة بزيادة الاهتمام بالنشاط الرياضي بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى التي تروح عن الطالبة، وتعمل على كسر الروتين الدراسي.
وأعربت عن اعتقادها بأن الروابط والجمعيات العلمية في الكليات مشتركة في ضعف النشاط الرياضي للطالبات كذلك، فهذه الروابط والجمعيات من واجبها إظهار مثل هذه الأنشطة وحث الطالبات على المشاركة بها، لما فيها من فائدة عظمى تعود على الطالبة.
«آفاق»
وعلى نفس المنوال ذكرت سارة مال الله أنها لم تلحظ أي اهتمام واضح في ما يخص النشاط الرياضي للطالبات، خاصة أن ليس لديها أدنى فكرة عن نوعية الأنشطة الرياضية المقامة للطالبات، إلا في ما ندر من خلال التغطيات التي تقوم بها مجلة «آفاق» الجامعية وهذه التغطية لا تأتي إلا بعد نهاية الحدث الرياضي، مضيفة «أرى من الضرورة أن يتم الإعلان عن الأنشطة الرياضية بشكل أكبر، وذلك سواء من خلال الإعلان أو من خلال تغطيته إعلامياً قبل الحدث وليس الاكتفاء بما بعد الانتهاء من الحدث».
وتأكيداً لكلام زميلاتها، قالت دانه العطار إن النشاط الرياضي للطالبات يحتاج إلى اهتمام أكبر وتطوير وتوعية حتى تتمكن جميع الطالبات من ممارسة رياضتهن المفضلة، موضحة أنها لا ترى أماكن كافية لممارسة الطالبات لنشاطهن الرياضي، خاصة أنهم يحتجن إلى صالات مغلقة، وتمنت المزيد من الاهتمام بهذا النشاط لإتاحة الفرصة للطالبات لممارسة هواياتهن ونشاطاتهن وتطبيق أفكارهن واستغلال أوقات الفراغ في ما يفيد، عاتبة في نفس الوقت على رابطة الطلبة التي اهتمت بمصالحها وتناست احتياجات الطالبات بضرورة الاهتمام بمثل هذه الأنشطة.
ولم تخرج سارة الرشيدي عن فحوى آراء زميلاتها بعدم وجود اهتمام واضح للنشاط الرياضي للطالبات في جامعة الكويت، مؤكدة أن الطالبات لا يعلمن عن وجود مثل هذه الأنشطة، لعدم توافر الإعلانات اللازمة عن هذا النشاط، مضيفة «أعتقد أنه يجب على الروابط الطلابية أن تكثف اهتمامها بهذه الأنشطة وتحفز الطالبات على المشاركة فيها».
« جريدة الجريدة »