حوّلت «الحقوق» إلى فوضى في ثوانٍ معدودة بوجود عميد شؤون الطلبة.
حوّلت القوائم الطلابية أمس، بهو كلية الحقوق إلى ساحة انتخابية، مثيرةً في الوقت نفسه الفوضى العارمة في ظل أداء طلاب وطالبات كلية الحقوق اختباراتهم النهائية، بعد انتهاء ندوة التعريف بالقوائم الطلابية التي تنظمها عمادة شؤون الطلبة.
مناظرة؟ ليست مناظرة! هذه كانت حال الجموع الطلابية أمس الأول، بعد إعلان عمادة شؤون الطلبة إقامة ندوة تعريفية بالقوائم الرئيسية في جامعة الكويت ضمن الأسبوع النقابي الذي تقيمه العمادة في كلية الحقوق.
ومع تحمس الطلبة وقواعد القوائم الطلابية انتظاراً للمناظرة المزعومة، خابت ظنونهم مباشرة بعد أن اصطدموا بالواقع وإدراكهم أن ما دعت إليه العمادة ليس سوى ندوة تعريفية بالقوائم، من شروطها الأساسية لجميع القوائم الحاضرة عدم تحويل الندوة إلى مناظرة بين القوائم، وتهدف إلى اعطاء مساحة من الوقت لكل ممثل قائمة بالحديث عن قائمته وتعريف الطلبة بها.
وقد مثّل القائمة الائتلافية منسق القائمة المعتدلة السابق عبدالله الحوطي، ومثّل القائمة المستقلة منسقها العام أحمد الميلم، بينما كان لرئيس اللجنة الثقافية العام في قائمة الوسط الديمقراطي علي أشكناني حق تمثيل قائمته، فضلاً عن تمثيل أحمد العلي للقائمة الأكاديمية.
إلى هنا على ما يبدو، فإن الوضع طبيعي جداً، لكن فصول الحكاية بدأت بشكل «مخيب للآمال» بعد انتهاء الندوة بشكل مباشر، على إثر حشد القائمة الائتلافية أعضاءها العاملين في بهو الكلية واطلاق حناجرهم لتصدح بما حفظت قلوبهم من أناشيد القائمة الحماسية، ولأن المنافس المباشر وهو القائمة المستقلة موجود، فقد ثارت حماستهم أيضاً للرد على القائمة الائتلافية بنفس الفعل وبنفس المكان، وكذلك الوسط الديمقراطي الذي يجب ألّا يكون بعيداً عن هذه الأفعال!
وبعد تجمع القوائم الطلابية الثلاث في بهو كلية الحقوق وإثارة الفوضى والرعب، خاصة بين صفوف الطالبات الموجودات، منهن من وجدن لنصرة القائمة المفضلة، ومنهن من وجدن لأداء اختباراتهن النهائية في كلية الحقوق، أخذ عميد الشؤون الطلابية في جامعة الكويت د. عبدالرحيم ذياب بالصراخ على «القوائم الجامعية»! بضرورة احترام الشروط التي وافقت عليها القوائم بعدم افتعال المشاكل وتحويل الندوة إلى مناظرة! لكن الجميع لم يلقِ بالاً للعميد الذي أعطى مساحة رسمية بشكل جريء للقوائم لتعريف الطلبة بأفكاره من ساحة الجامعة!
هذه الأفعال التي تخرج دائماً من بعض القواعد في القوائم الطلابية تطرح على عقولنا عدداً من الأسئلة بشأن الوضع الذي وصلت إليه حال الحركة الطلابية الكويتية، القوائم بما فعلت أمس لم تحترم وعودها وموافقتها على شروط العمادة بإقامة هذه الندوة، ولم تحترم طلاب وطالبات كلية الحقوق الذين يؤدون اختباراتهم النهائية وهم أول من يدافع عن الحقوق الطلابية!
غياب الأطروحات
قد لا يختلف اثنان على اقتصار الحركة النقابية الكويتية في الفترة السابقة على الوجود الإعلامي والتصريحات «المطاطية» واقامة الحشود الانتخابية، فأمس وبينما كان مجلس الأمة يناقش الخطة السنوية للبلد، قامت القوائم التي تدعي أنها جزء لا يتجزأ من المجتمع بأفعال صبيانية داخل الحرم الجامعي، وبينما تدعي قوائم الائتلافية والمستقلة والوسط الديمقراطي، بما فيهم الأكاديمية والإسلامية، بأنهم يقفون مع حقوق المرأة المدنية والسياسية قلباً وقالباً، نجدهم أكبر الغائبين عن الساحة البرلمانية أمس، وحتى التصاريح التي باتت فنا يصدره قياديو القوائم الطلابية اختفت بشكل غريب عن مخيلتهم!

سيطرة
أربع سنوات أو أكثر هي مدة استحداث الجامعة إحدى المواد في لائحة الانتخابات الطلابية، بمنع أي نشاط انتخابي إلا قبيل الانتخابات الطلابية بأسبوعين فقط، لكن ما نراه على أرض الواقع مخالف جداً لما تقوم الإدارة الجامعية من استحداث مواد وقرارات يوماً بعد يوم، منها مواد لائحة الغش المستحدثة أخيراً، واللائحة المثيرة للاستغراب لائحة اللباس المحتشم!
فأمس وبعد الفوضى العارمة الذي افتعلتها مجموعة من الطلبة، فتح باب لطالما كانت الإدارة الجامعية تخاف فتحه أو طرحه عليها، فهل فعلاً هذه الإدارة تستطيع السيطرة على القوائم الطلابية؟! على ما يبدو فإن الإجابة ستكون بالنفي خاصة أن شواهد كثيرة تؤكد ضعف الإدارة الجامعية على قدرتها بالإمساك بزمام الأمور.
ويبقى السؤال مفتوحاً على مصراعيه للإدارة الجامعية عن مدى مقدرتها على السيطرة على القوائم الطلابية، وهل ستكتفي باطلاق التصاريح المعتادة بأن العنف الطلابي ليس ظاهرة وهو يصدر من مجموعة معينة من الطلبة، فالقوائم أمس اكتفت بما يسمى «دزني وأدزك»، ولم يحصل ما لا يحمد عقباه، وعلى الإدارة أن تعي أن مزاج الطلبة أمس مع العراك لن يكون كما هو في الغد بالتأكيد!
قياديٌّ يعتدي بـ «العجرة» على رجال الأمن
اعتدى طالب على أحد أفراد الأمن والسلامة في مواقف كلية العلوم الإدارية، بضربه بـ «العجرة»، احتجاجاً على رفض رجل الأمن والسلامة دخوله إلى المواقف المخصصة لطلبة الكلية.
وعن التفاصيل، روى شاهد عيان الحادثة بأن قياديّاً في إحدى القوائم الطلابية مع أحد أصدقائه، رغب في الدخول إلى المواقف الخاصة لأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة المتفوقين وأصحاب التراخيص الصحافية، من دون أن يحمل ترخيصاً معيناً لدخوله، مما استدعى رجل الأمن والسلامة الموجود في المكان إلى منعه من الدخول، ولأن القياديَّ تعلم فنون التعامل من الحركة النقابية في الجامعة! اعتدى ضرباً باستخدام عصا غليظة (العجرة) على رأس الحارس.
ومنا إلى إدارة الأمن والسلامة التي دائماً ما يبدأ عملها بعد وقوع الفعل نفسه، وبينما الجميع ينتظر العقوبات المناسبة لمثيري الشغب داخل الحرم الجامعي، لا نجد سوى نسيان الملفات في أدراج لجان التحقيق!
« جريدة الجريدة »