أرشيف شهر: يناير 2012

30يناير

الصقر في الندوة النسائية بالصليبيخات: نزلنا إلى الشارع للمطالبة بحقوق المرأة إيماناً بدورها في المشاركة السياسية


«إذا كانت القبلية هي التمسك بقيم النخوة وعشق الحرية ورفض الضيم والانسياق فكلنا قبليون»

أكد مرشح الدائرة الثانية النائب السابق محمد الصقر أن استقالة الحكومة وحل مجلس الأمة كان قراراً حكيماً، لأن الوضع كان في طريق المواجهة «وقراري كان حكيماً بعدم ترشحي في 2009، ودخولي المنافسة الحالية هو قراري والاختيار قراركم، وقبل حل المجلس بشهر ونصف الشهر ما كان لي رغبة بالترشح»، موضحا ان بيانه في 2009 كان حاسماً «وقررت الترشح في 2012 نزولا عند رغبة كثير من الشخصيات السياسية والشبابية التي اأقنعتني، وقالوا إن المجلس القادم مهم جدا وانه يجب ان يمثلهم».

دور سياسي

وقال الصقر، خلال الندوة النسائية التي أقامها في مقره الانتخابي بالصليبيخات أمس: «إنني اتُهمت بأنني سلبي وأنني أتخلى عن دوري كناشط سياسي، وزادوا أنني اذا ما رشحت نفسي راح تخذلنا وانا عمري ما خذلت احداً، رغم انني حينما قاطعت الانتخابات لم أنقطع عن العمل السياسي، وكنت رئيس البرلمان العربي، ومارست دوري السياسي، وفي ذلك اليوم كانت هناك منافسة بين بعض دول الخليج ودول عربية تريد رئاسة مجلس العلاقات العربية والدولية، وذهبت الى سمو الأمير وشرحت اهمية المجلس ووافقني ان تكون الكويت مقر هذا المجلس العربي، وانتخبت رئيسا له وبذلك لم اترك العمل السياسي».

وأضاف: «في 2009 كنت أنوي ترك العمل النيابي لاعتراضي على المشهد السياسي»، مشيرا الى ان «الحراك الشبابي في كل دول العالم اساسي كونه دائما يحرك الشارع، ولكن ضمن حدود اللياقة والادب والاحترام وعدم المساس بالاموال العامة وعدم الاعتداء على رجال الامن، ونحن أنفسنا نزلنا الشارع في قضية الفساد عندما سقط قانون المرأة في 1999 حينما قدمنا قانون المرأة في ساحة الارادة، بتصرف حضاري دعما للمرأة كعنصر اساسي في الدولة، الا ان هذا العنصر كان مغيبا، فالقول بأن المرأة تقعد في البيت غلط».

وذكر الصقر أن « أغلب دول العالم الاسلامي مثل ماليزيا وأندونيسيا تمنح حقوقها السياسية كاملة، وعلى الرغم من أننا الرواد في الديمقراطية كان لدينا رفض لإعطاء المرأة حقوقها السياسية، وبعد ان اخذتها يتبقى ان تحصل الآن على كامل حقوقها الاجتماعية».

أسباب التأزيم

وأمل الصقر تشكيل وزراء قادرين على مواجهة النواب، مؤكدا ان «عدم تطبيق القانون مخدر لاسترضاء النواب حتى في موضوع الجنسية هناك أناس تحصل عليها دون وجه حق رغم استحالة ذلك»، موضحا ان «خلاف الأسرة أحد أسباب التأزيم، والبلد سوف ينهض، واشكركم على قدومكم الى الندوة رغم وجود ندوات اخرى في الصليبيخات».

وقال: «هناك اناس ستعزف عن الحضور والتصويت وهو موقف سلبي ولابد للجميع من الخروج والتصويت وان يشجع كل منكم الاخر على الاقتراع»، مبينا ان الحديث عن رئاسة المجلس سابق لاوانه، وانه اذا نجح فلكل حادث حديث، املا الا يخيب ظن احد منهم فيه.

وأضاف الصقر: «اذا كانت البداوة هي السكن في الخيام والانتقال والترحال وراء الماء والكلأ فليس في الكويت بدوي واحد. واذا كانت القبلية هي اصالة الانتساب الى القبيلة والعشيرة فليس بيننا من لا يعتز بانتسابه القبلي الاصيل».

وأضاف: «واذا كانت القبلية هي التمسك بقيم النخوة والشهامة والكرم والكرامة وعشق الحرية والانطلاق ورفض الضيم والانسياق فكلنا قبليون. وعندما ندعو الى الوحدة الوطنية ونقول لا عباءة الا عباءة الكويت ولا عقال ولا عمامة الا عقال الكويت وعمامتها فاننا بهذا لا ننكر القبلية والطائفية والعائلة باعتبارها مكونات اساسية في المجتمعات العربية والاسلامية، بل نحن بهذا نؤكد ان هذه المكونات هي التي تشكل بتكاملها وتعاونها وانفتاحها لحمة النسيج الاجتماعي الكويتي».

وتابع: «نحن عندما ندعو الى الوحدة الوطنية لا ننكر القبيلة ولا نتنكر لها، فلا يمكن لعاقل ان ينكر اهله وعزوته ولكننا نرفض التعصب قبليا كان ام طائفيا ام عائليا ونرفض ان يكون التعصب عائقا في وجه الوحدة الوطنية القائمة على الحرية والمساواة وسيادة القانون».

واختتم الصقر بقوله: «فرق كبير بين القبيلة التي نعتز بها والتعصب القبلي وبين العقيدة التي نتمسك بها والتعصب الديني، وبين العائلة التي نحبها والانغلاق العائلي، فالبدوي حضري في بناء الكويت والحضري بدوي في الفزعة للكويت. والشيعي سني في رفض الولاء لغير الكويت والسني شيعي في التشيع لاهل البيت وكأننا من الكويت ولها ولاجلها والكويت لنا كلنا ولابنائنا واحفادنا كلنا».

« جريدة الجريدة »

28يناير

صوتي لـ عيال السور

أيام تفصلنا عن انتخابات “المجلس التأسيسي الثاني”، كما أسماه النائب السابق محمد الصقر، هذه الانتخابات التي تجاوزت خطوطها كل ما هو أحمر.

في جو امتلأ بأمور كانت مخبأة داخل نفوس معتقديها من طائفية وعنصرية وقبلية… إلخ، قررت أن تذهب أصواتي الأربعة إلى “عيال السور” فقط لا غير، والأمر لن يختلف عندي إن كان المرشح على مذهبي أم لا، حضريا أم بدويا، المهم أن يكون من “عيال السور”.

اختياري للنواب من “عيال السور” سيكون حسب مفهومي الخاص للسور، فسوري يختلف كثيراً عمّا يثيره بعض الجهلة.

“سوري” يا كرام هو من سيحمي الكويت، وطني الذي أعشق، من سوء المنقلب… “سوري” هو السياج الذي سيعيد الكويت عروساً للخليج.

داخل هذا السور، لا أريد أن أأتمن صوتي إلا لمن سيدافع عن حريتي مهما علا سقفها، فلا يضع مسطرة عوجاء في تقييمه للحريات بين واحدة وأخرى، أريد نائبا يدرك تماماً أن دوره في المجلس “تشريعي رقابي”.

“سوري”، لن أرتضي أن يدخله نائب ينظر إليَّ بأني “ابن فلان”، أو إني من “المذهب الفلاني”… لن أرضى به إلا أن يراني كويتيا ينتظر منه دوراً فعالاً في إنقاذ ما تبقى من هذا الوطن.

“السور الجديد” الذي نحتاجه للكويت، يتطلب منّا وعياً كبيراً في اختيار مرشحينا، مللنا من نواب ينادون بنهج حكومي جديد ويتناسون أنفسهم “اللاتنموية”، فالتنمية البشرية قبل العمرانية.

الكويت تحتاج منّا أن نعرف من ينادي بتطبيق القانون، وهو أول من يكسره بفرعية أو توسط في مخافر ووزارات ليلاً ونهاراً، المرحلة لا تتطلب ذمة مالية نظيفة فقط، بل تحتاج إلى ذمة “فكرية” و”منهجية” كذلك، نحتاج إلى نواب يدركون أن منع “العريفي” أو “نصر” هو حجْرٌ علينا وقمع فكري لا حماية لكويت الظلام التي يسعون إلى تأسيسها.

مرحلة “السور الجديد” تتطلب كذلك نواباً لا يتخذون مواقفهم حسب “فتاوى” تنساب وفق الأمزجة، ولا تتطلب أيضاً نواباً يتخذون مواقفهم من منطلق المحافظة على الكرسي لا “الكويت”.

الكويت تحتاج إلى هذا “السور الجديد”، سور يحمينا ممَن اعتقد لزمن طويل أن الشعب الكويتي “جاهل” سياسياً، لذلك صوتي سيكون لعيال “السور” فقط.

« جريدة الجريدة »

21يناير

فضّوها سيرة يا بدون!

ارحمونا يا “بدون” من مطالباتكم، فالبلد يمر بمنعطف تاريخي، ارحمونا… ودعونا نناقش القليل من تداعيات هذا المنعطف كي نلتفت لالتهام المزيد مما لذّ وطاب في المقار الانتخابية!

لا يهمّنا إن كنتم لا تملكون شهادات ميلاد أو وفاة، أو أن زيجاتكم لا تتم إلا في المخافر، أو أنكم حُرمتم من التعليم والصحة والحقوق، فكل هذه الأمور لا تهم، الأهم أن نعرف كم من الكوادر والزيادات والمنح ستقر لنا نحن أصحاب “الجناسي” خلال المنعطف التاريخي الذي نمر به.

يكفينا أن نمارس إنسانيتنا بإغاثة الصومال في شهور رمضان فقط، أما أنتم فليسوا سوى دخلاء تريدون اقتناص حقنا في السكن ومزاحمتنا في المستوصفات والتفوق على أبنائنا في المدارس.

يا الله… كيف لأشخاص أن يعتنقوا هذا التفكير؟ وكيف لكم يا “بدون” أن تترجوا خيراً منّا ونحن من تناسيناكم سنوات وسنوات؟! كيف تترجون الخير منا ونحن من اختلفت مسطرته في الأحداث بين بلد وآخر لسبب أو لآخر؟!

في أحيان كثيرة، لا أدرك معنى الإنسانية داخلنا، فقلوبنا التي تتكسر لعشوائيات مصر ومهمشي اليمن وغيرهم تتحجر على الأقربين، قضيتكم يا “بدون” لا تتعلق بجنسية والسلام، هي قضية إنسانية يعيش أصحابها وهم يؤدون واجباتهم تجاه الوطن دون أي حقوق لهم، قضية يحمل أطفالها أملا مكسورا منذ الولادة، فهم في الأغلب سينتشرون حول إشارات المرور لإعانة أبوين تجعد وجهاهما وتقطعت بهما السبل وباتا بلا حيلة.

لنتخيل، أن نولد لأب “بدون”، فهذا القدر ليس من اختيارنا، كما لم نختر أن نولد وآباؤنا يملكون جوازات سفر وإثباتات، أقول لنتخيل مرة هذا القدر، ونحن نكبر محرومين من التعليم، والوظيفة والصحة… إلخ، وأترك لكم بقية تفاصيل حلم اليقظة، ولا تنس أنك إن طالبت بحقك بعد سنوات من تجاهل وجودك في المجتمع ستواجه بقنابل غازية ورصاص مطاطي وفكر مجتمعي متصلب لا يختلف عن فكر “شعب الله المختار”.

في تيماء الإنسان، اكتشفت نوعين من “البدون” في الكويت، إما “بدون” جنسية وإما “بدون إنسانية”، كما أن مطالباتكم يا كرام عرّت الكثير من الوجوه من المتسترين بشعارات دينية، أو المتمترسين خلف عنصريتهم البغيضة بقناع الوطنية، لهذا الأمر يدعوكم البعض ليل نهار بالقول “فضوها سيرة يا بدون… فنحن في مرحلة تاريخية لا تتحمل مطالبكم”، لأن استمراركم في تيماء يعني بالنسبة إليهم مزيداً من التعري إنسانياً!

« جريدة الجريدة »

جميع الحقوق محفوظة لــ عماد العلي © 2021