أرشيف شهر: يوليو 2015

14يوليو

موتٌ اسمه الانتظار!

مدخل
على ضفاف نهر نيكار، انتظر موعداً!
في شقة متنفسها الوحيد شرفة تطل على النهر، كان علي الانتظار .. انتظار ماذا؟ لا أعلم!
أأنتظر حياةً جديدة تُكتب لي أم المجهول؟

نٓفٓسْ
كان قد أخبرني الطبيب بأني محتاج لعملية جراحية بشكل عاجل، فما خُلق داخل رأسي وما اعرفه بـ اسم “ورم” قد كبر وأصبح شاباً وبات من الخطورة التي من الممكن أن تنتهي به حياتي إذا ما قرر أن يشيخ في حجمه أكثر ليستوطن رأسي.

لم تكن اخبارية الطبيب أمر مقلق بالنسبة لي، فأنا ممن يؤمن إيماناً تاماً بأن لله الأمر الأول والأخير، ولقدري المكتوب في اللوح الحكم بمآل الأمور.. أقلقني أكثر قصة “الانتظار”.

أصبحت الآن على حافة أمر ما، حافة حياة لا استطيع استكشافها إلا بعد أسبوع وهو موعد العملية المنتظرة.

لماذا كان على الطبيب أن يخبرني بمخاطر فشل العملية؟ لماذا فضّل مهنيته وأداء رسالته بشكل أمثل بدلاً من أن يختار تطمين نفسية المريض الماثل أمامه بالكذب! ألا يشفع له كذبة بيضاء مثلاً؟

الآن، أنا على حافة الانتظار .. أسبوع من ملل قاتل!
صعب جداً أن تجلس مكتوف الأيدي تنتظر شخص آخر أن يفتح باباً .. إما أن تنطلق إلى مستقبل واعد أو تنكفئ على نفسك حاملاً عاهة مستديمة كما قال الطبيب.

على سبيل الانتظار وقتل الوقت قرأت كتاباً أربع مرات في اليوم!

على سبيل الانتظار أصبحت أدخن أكثر، أشرب قهوة أكثر، اناظر نهر نيكار كأنه حبيبتي التي تبتعد أمام ناظري وأنا جسد ميت، عدت للكتابة التي خلت أني ودعتها منذ زمن.. ماذا علي أن أفعل أكثر لانتصر على الانتظار؟.

عمود
الوقت يمر بطيئاً حين تنتظر المجهول!

مخرج
ثقتي بالإله كبيرة، قد يكون هذا أكثر الأمور التي تقتل الانتظار دون قلق.

جميع الحقوق محفوظة لــ عماد العلي © 2021