خلال ندوة نظمتها رابطة طلبة الخليج بعنوان التنمية… حقيقة أم خيال
نظمت رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا ندوة أمس حضرها النائبان عادل الصرعاوي ومرزوق الغانم للحديث عن استجواب الفهد بخصوص خطة التنمية.
نظمت رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا أمس ندوة بعنوان «التنمية… حقيقة أم خيال» في الحرم الجامعي بحضور كل من عضوي مجلس الأمة النائب عادل الصرعاوي والنائب مرزوق الغانم للتحدث عن خطة التنمية وعن الاستجواب المقدم من قبل النائبين ضد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية وزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ أحمد الفهد.
الاستثمار الأمثل
وأعرب النائب عادل الصرعاوي في البداية عن سعادته بلقاء الطلبة لأن شباب الكويت هم الاستثمار الأمثل للمستقبل، مخاطبا الشيخ أحمد الفهد بالقول «موعدنا جلسة الخامس من ابريل المقبل واتمنى أن لا تستعين بصديق، فنحن لا نريد أن تكون هناك خطة لوجود خطة فقط، بل نريد خطة ومضمونا»، مشيرا إلى أن «خطة التنمية دائما ما تجزأ إلى جزأين الأول هو ما قبل إقرار الخطة، والآخر هو ما بعد إقرارها إلى يومنا هذا».
وأوضح الصرعاوي أن «عدة ذكريات راودته وهو في الطريق إلى الندوة منها تصريحات الفهد في أكثر من مناسبه بأن الحراك السياسي لا يعطل التنمية، والآن نجده يتهرب من مسؤوليته ليقول إنه ليس المسؤول عن تنفيذ الخطة في اجتماعات اللجنة المالية ويستغرب مساءلته عن الخطة».
وقال الصرعاوي إن «الخطة كانت في بدايتها خطة خمسية على أن تبدأ في عام 2009 وتنتهي في عام 2013، إلا أن التأخر الحكومي في إقرارها جعلها خطة رباعية تبدأ في 2010 وتنتهي في 2013»، مشيرا إلى أن «أي خطة تقوم على سنة الأساس وهي السنة التي تسبق السنة التي اقرت فيها الخطة وهي عام 2008 وهي السنة المهمة المفقودة بعد اقرارها كخطة رباعية».
تناقضات
وبيّن أن «أول التناقضات التي انكشفت عندما قال الفهد إن تكاليف الخطة تصل إلى 37 مليارا بينما قال د. عادل الوقيان بأنها تكلف 30 مليارا، وهناك فرق 7 مليارات وهو فرق ليس بالهين»، مبينا أن «الهدف من الخطة كان للقول إن لدينا خطة وليس وجود خطة بمضمون، فالخطة لا تضمن أي بند يتعلق بالسياسة الخارجية، فضلا عن اهمالها القطاع الأمني والدفاع الذي تنفق عليه الحكومة مبالغ كبيرة».
وأضاف الصرعاوي أن «الخطة لم توضح بشكل صريح من المسؤول عن تنفيذها»، متسائلا عن المسؤول عن تعديل التركيبة السكانية كما جاء في الخطة، وعن المسؤول عن توفير وظائف للكويتيين، «والآن الفهد يقول ماني المسؤول عن التنفيذ، ونحن نقول له: لا أنت مسؤول ولا تتهرب من مسؤولياتك لانشغالك بدولة أحمد الفهد».
جمع برامج
ولفت إلى أن «الحكومة تقدم برنامجها السنوي في كل دور انعقاد، ولذلك فإن الحكومة لم تقم سوى بجمع برامجها السنوية وتقديمها على شكل خطة»، مطالبا الفهد بـ»الصعود على منصة الاستجواب وعدم الاستعانة بصديق من خلال تحويل الاستجواب إلى اللجنة التشريعية وخصوصا ان الفهد قال في تصريحات صحافية إنه لن يطلب السرية أو تحويلها إلى المحكمة الدستورية وقد أكد بأنه سيرد على الاستجواب».
من جانبه، أكد النائب مرزوق الغانم أن «حل مشاكل الكويت سهل وبسيط وهي تتمثل في الايرادات والمصروفات»، مبينا أنه «من غير المنطقي أن يزداد الاعتماد عاما بعد عام على النفط ويقابله بذلك زيادة في الرواتب،فالدولة تبيع النفط وتدفع رواتب الموظفين».
وذكر الغانم أن «الجميع يطالب بخطة تنموية تعالج الاختلالات في شتى الامور، والكلام والحديث سهل خاصة من قبل بعض الوزراء الذين يراهنون على أن الشعب الكويتي مغفل ولا يقرأ وينسى أخطاءهم بسهولة، ولكنهم سيثبتون عكس ذلك في جلسة استجواب الفهد الشهر المقبل، وقادر على محاسبة كائنا من كان».
وقال «إن البعض في الكويت يعتقد أن عليه خطا أحمر وتحيطه هالة ممنوع الاقتراب منها، ومن يعتقد ذلك فسنمسحه»، مبينا أن «خطط الحكومة دائما ما تكون انشائية وغير قابلة للتطبيق، وهو ما نريد عكسه نريد أن تنعكس تصريحات الوزراء على ارض الواقع».
مساءلة شخصانية
وأوضح الغانم أن «خطة التنمية الآن باتت قانونا ومن وضعها هو الحكومة والفهد المسؤول السياسي عنها، ولذلك فعندما نحاسب المسؤول عن مثل هذه الخطة تقولون عنها مساءلة شخصانية، وإن لم نحاسب على تنمية البلد فعلى ماذا نحاسب إذا؟».
وأكد أن «الرقم الذي تحقق من خطة التنمية هو صفر، وكل ما تحقق إن وجد جاء على ظهر وزير الاشغال العامة وزير البلدية فاضل صفر الذي ما ان افتتح مشروعا سبق اعتماده في الخطة، قال الفهد إنها انجاز من انجازات خطة التنمية»، مخاطبا الطلبة والشعب بأن «حقائق عدة سيتم كشفها خلال جلسة الاستجواب».
وقال الغانم إنه «يكن لشخص الفهد كل التقدير والاحترام وهو مساءل سياسيا بصفته، والجميع يعلم مدى نفوذ الفهد وامكاناته وسيطرته على بعض وسائل الاعلام وحقيقة دولته التي يسعى لها داخل الكويت إلا أن هذا الأمر لا يعنينا وسنسائله».
تنمية «دولة الفهد»
وأوضح أن «مشروع خطة التنمية تحول من تنمية بلد إلى تنمية دولة الفهد»، مطالبا اياه بـ»الصعود على منصة الاستجواب ومقارعتهم بالحجة والبراهين ليقول للناس: ان احنا ناس ما عندنا سالفة، ويترك الحكم الأخير للشعب الذي أوصل النواب إلى مجلس الأمة».
وعن الاستضياح الذي قدمه الفهد إلى رئيس مجلس الأمة عن الاستجواب، قال الغانم «إن هذا الاستيضاح كشف وجود دستور خاص بالفهد وليس مجرد دولة، فالفهد قال في الاستيضاح إنه لا يجوز تقديم الاستجواب قبل كشف الغموض حول الخطة، ونحن نقول لا يوجد أي نص دستوري بهذا الأمر وهو يملك الحق في تقديم الاستيضاح ولكن لا يملك الحق بفرض تحديد الموعد علينا كما قال في استيضاحه»، قائلا إنه والصرعاوي اعدا الرد الكامل لاستيضاحه «وسيرسل له لكي لا يعطى الفرصه للهروب الكبير».
وأشار الغانم إلى أن «الفهد قال إنه يشك في دستورية محور الرياضة المرفق بالاستجواب، ونحن نسأل لماذا لم تسأل في استيضاحك عن هذه النقطة لو كنت تؤمن بعدم دستوريتها؟»، مبينا أن «الفهد قال كذلك إنه لم يفهم جملة التقاعس في تنفيذ خطة التنمية، هذا إن كانت الجملة مبهمة أو يوجد شخص لم يعرف معناها»، سائلا الفهد «ان كان يحتاج لشرحها بالصيني أو الأولمبي».
وبيّن أن «الحقائق ستكشف في جلسة الاستجواب، طالبا من الجميع الوجود في الجلسة التاريخية لمعرفة هذه الحقائق، واحنا دولة غنية فهل يعقل الا نمتلك مستشفيات سنعة وان يكون هم الطلبة الوظيفة بعد التخرج؟»، مخاطبا الفهد بالقول «موعدنا 5-4». عبدالمحسن جمال: الاستعانة بصديق حق دستوري
أكد عضو مجلس الأمة السابق د. عبدالمحسن جمال أن خطة التنمية صوت عليها المجلس بأغلبية كبيرة وبالتالي لا يجب تسميتها بخطة أحمد الفهد، لافتا إلى أن الخطة لم يمر عليها عام ومن المستحيل حتى أن نصل إلى نصف المشروع ونقول عنه فاشل لكن قد تكون هناك ملامح فشل واضحة الا انه من خلال خطوات معينة نستطيع أن نغير إلى الافضل.
وأوضح أن استعانة الشيخ احمد الفهد بصديق حق دستوري فهناك ثلاثة سيتحدثون معارضين للاستجواب، لافتا إلى أن خطة التنمية ليست بالمباني والمنشآت بل تتركز على الجانب الفكري ومستحيل أن نصل إلى ذلك في سنة واحدة، متمنيا على النواب الالتزام بتطبيق المادة 50 من الدستور التي تنص على التعاون بين السلطتين.
لقطات
• في مداخلة للمحامي نواف ساري قال إنه يؤمن بأن هناك أبطالا في مجلس الأمة سيستجوبون أحمد الفهد، موضحا أن الشعب الكويتي لن يسمح بوجود دولة كرتونية خاصة بأحمد الفهد وكذلك لن تسمح بوجود شيخ جديد اسمه احمد عز.
• سأل أحد الطلبة الغانم عن استطاعته كمواطن كويتي الحصول على قطعة أرض وبنفس سعر المجلس الأولمبي كما حصل عليها المواطن أحمد الفهد، لتضج القاعة بالتصفيق.
• أثناء حديث الصرعاوي دق هاتفه مما قطع حديثه لإسكات الهاتف، ليعلق مازحا مع الطلبة «جنها مقصودة».
• قال الغانم ردا على كلام الفهد بندوة العلوم الإدارية أمس الأول لمن يعارضه «ما يشوفون شر»، بانه ليس بالغريب على الفهد إذ سبق وقال «موتوا قهر»، ونحن نقول لن نموت قهر بل سنستجوبك وفقا لما تمليه عليه ضمائرنا.
« جريدة الجريدة »