«
الائتلافية» الأقرب للاتحاد و«المستقلة» تسعى إلى تأكيد قدرتها على المنافسة دون تحالف.
مع اقتراب موعد الانتخابات الطلابية في جامعة الكويت تتزايد التحليلات والتوقعات لما ستكون عليه الأوضاع الانتخابية لكل قائمة، ولكن يظل صندوق الاقتراع الفيصل في تحديد الفائز بعيداً عن أي تحليل.
شهر ونصف الشهر… هي المدة التي تمتلكها القوائم الطلابية حالياً للعمل بجد واجتهاد للتحضير للانتخابات الطلابية المقبلة سواء كانت انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة أو انتخابات الروابط والجمعيات العلمية التي يختلف وضع القوائم فيها من كلية إلى أخرى.
وبينما تتسابق القوائم حالياً من أجل الانتهاء من طباعة «إعلامياتها» المختلفة حالياً في المطابع المختلفة والمنتشرة في البلاد كنوع من التحضيرات الضرورية لخوض الانتخابات كل عام، يؤكد مراقبون نقابيون ومحللون للساحة الانتخابية في جامعة الكويت أن «وقفات» القوائم الطلابية في الشويخ كل عام لاستقبال الطلبة المستجدين هي المحك الأول والأساسي لمعرفة نتائج الانتخابات ولو بشكل شبه رسمي دون انتظار يوم الاقتراع والنتائج.
وأكد المراقبون أن للمستجدين الدور الأكبر في منح الفوز لأي قائمة تريد أن تحظى به، فنسب التصويت دائماً ما ترتفع جراء تصويت الطلبة المستجدين في كل عام بينما تقل نسب التصويت للطلبة المستمرين لابتعادهم عن العملية الانتخابية لأسباب عدة منها عدم إيمانهم بجدوى الانتخابات لهم بالإضافة إلى تأكدهم من سيطرة قائمة واحدة منذ سنوات على الاتحاد دون أمل للتغيير بسبب سياسة القائمة المسيطرة وهي القائمة الائتلافية المتمثلة في السيطرة على الطلبة المستجدين من خلال سيطرتها على صالة المستجدين وتحويلها إلى ثكنة عسكرية لصالحها حسب وصف أحد المراقبين!
وضع القوائم
«الجريدة» ومن خلال جولتها اليومية على صالة التسجيل في الأيام السابقة التي توافدت فيها أفواج الطلبة المستجدين على الصالة، تمكنت من وضع تصورات عدة مستندة إلى مواقف القوائم الطلابية في صالة التسجيل.
في ما يخص الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة فإن القائمة الائتلافية لا تزال في الصدارة وصاحبة الحظ الأوفر بالاستمرار في قيادة الاتحاد خاصة بعد عودة التحالف بينها وبين قائمة الاتحاد الإسلامي بعدما أعلنت قائمة الاتحاد الإسلامي في وقت سابق انفصالها، إلا أن ضغوطاً خارجية تعرضت لها القائمة بحسب ما تؤكده مصادر مطلعة أدت إلى تراجع الاتحاد الإسلامي عن قرارها وعودتها للتحالف مع القائمة الائتلافية دون أي مناصب جديدة تضاف إلى مقاعدها الخمس الموزعة على الهيئة الإدارية والتنفيذية في الاتحاد.
ويبقى السؤال الأهم والمشكلة الأكبر التي تواجه القائمة الائتلافية في انتخابات هذا العام هي «هل تستطيع الائتلافية كسر حاجز الـ6000 صوت بعدما فشلت في كسره العام الماضي من جراء خلافات نشبت بين قياديين من الدرجة الأولى في القائمة لخلافهم على أحقية من يتولى كرسي الرئاسة للعام الحالي والذي كان من نصيب أوس الشاهين رئيس الاتحاد الوطني الحالي؟».
ومع استمرار الخلاف على نفس الكرسي في صفوف القائمة هذا العام خاصة بعد اختيار عمار الكندري لرئاسة القائمة في انتخابات الاتحاد والاكتفاء بتعيين أحمد السميط رئيساً «شكلياً» للقائمة، تعود القائمة لنفس دوامة الرقم 6000 الذي تسعى لكسر حاجزه خاصة أن عدد الطلبة المستجدين الأكبر في تاريخ جامعة الكويت يساعدها في كسر هذا الحاجز دون أي عناء.

حظوظ الآخرين
مع الدفعة «المعنوية» التي حصلت عليها قواعد القائمة المستقلة بعد انفصال الاتحاد الإسلامي «المؤقت» عن «الائتلافية»، تستمر القائمة في محاولتها كسر حاجز الثلاثة آلاف صوت التي بات من شبه المؤكد للقائمة كسره هذا العام «حسابياً» لعدد الطلبة المستجدين المقبولين في جامعة الكويت، وبحسب النسبة التي تحصل عليها القوائم بشكل ثابت سنوياً من هؤلاء الطلبة.
ويبقى هاجس القائمة في رغبتها في الصعود أكثر وتثبيت قدميها بالتأكيد على قدرتها على مواجهة الآخرين دون تحالف خاصة بعد إعلان القائمة على لسان منسقها الحالي عبدالوهاب العبيد أن القائمة لم ولن تتحالف مع أي قائمة أخرى، بعد أن ثارت إشاعات عدة عن توجه القائمة للتحالف مع قوائم أخرى للوصول إلى قيادة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت.
ومع توقعات المراقبين بوصول القائمة لرقم يتجاوز 3200 صوت بحد أدنى مع نسبتها من المستجدين وارتفاع أسهمها في بعض الكليات وخصوصاً كليات مركز العلوم الطبية من جانب، ومن جانب آخر كليتي الحقوق والآداب اللتين يبدو أن القائمة ستحتفل منذ الآن باستعادتهما على اعتبار أنهما من الكليات التي كان للقائمة عديد الصولات والجولات فيها في السابق.
ومع تصاعد أسهم القائمة المستقلة نظراً إلى وجود أعداد كبيرة من قواعدها في الصالة، تظل قائمة الوسط الديمقراطي منافساً شرساً لها ليس من ناحية التقارب الرقمي بينهما بل من ناحية التأثير على عدد أصوات القائمة المستقلة، وذلك لانتهاج الوسط الديمقراطي فكرة سحب «أصوات» المستقلة.
ومع اختفاء قواعد الوسط الديمقراطي عن صالة التسجيل تظل الصورة الأكيدة بنزول طفيف لرقم الوسط عن العام الماضي، خاصة أن القائمة الائتلافية غير قادرة على الاستمرار باتفاقها مع الوسط لهذا العام بتبادل الأصوات في الاتحاد مقابل حصول الائتلافية على أصوات الوسط في الجمعيات والروابط، خاصة أن الوسط غير عابئة بهذا الاتفاق هذا العام لعدة أسباب أهمها اقتناعها الشخصي بالاستمرار في الصعود دون الحاجة إلى وقفة «الائتلافية» من جانب، وانقسام القائمة الإسلامية أسوأ القوائم حالاً إلى قائمتين سميت الأخرى بالقائمة الحرة من جانب آخر.
الجمعيات والروابط
لن يختلف وضع الجمعيات والروابط عن الاتحاد في المنافسة الشرسة والدائمة بين الائتلافية والمستقلة على الفوز بمقاعد الهيئات الإدارية لتلك الروابط والجمعيات، مع وجود قائمتي الوسط الديمقراطي والإسلامية كعوامل معززة لفوز قائمة على أخرى حسب ما تراه قيادات الوسط والإسلامية في كل عام نقابي.
ومع توقعات نقابية عدة بسقوط كليتي الحقوق والآداب من يد الائتلافية وحصول المستقلة عليهما وهو ما توقعه كذلك نقابي سابق في مجلة الاتحاد الصادرة عن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت لم يُذكر اسمه، تظل فرص الائتلافية كبيرة بالاستمرار في الفوز بكلية العلوم الاجتماعية رغم أن توقعات عدة تشير إلى إمكان فوز المستقلة بصندوق الطلبة إلا أن الفارق الكبير للطالبات دوماً ما يصب في صالح القائمة الاجتماعية التي تسعى على لسان منسقها سعود السامرائي لكسر أعلى فرق في صندوق الطلبة والذي كان لمصلحة القائمة المستقلة في 2004 بفارق 107.
أما كلية الهندسة فما زالت أسهم القائمة الهندسية هي صاحبة اللون الأخضر، بينما على النقيض تماماً تتأهب القائمة العلمية لحصد مقاعد جمعية العلوم خاصة بعد الظروف الصعبة التي مرت بها مستقلة العلوم وأهمها تزكية ثلاثة منسقين للقائمة في عام واحد.
وعن التوقعات التي تؤكد فوز القائمة الأكاديمية في كلية الطب، تشير التحليلات إلى قدرة القائمة المستقلة على الاستمرار بقيادة روابط كل من جمعيتي طب الأسنان والصيدلة للعام الثاني على التوالي، مع فوز قائمة المنار الطبي في كلية العلوم الطبية المساعدة.
أما في التربية فإن التربوية ستكون لا محالة الفائزة بمقاعد جمعية التربية بينما تبقى القائمة المستقلة تشكل هاجسها لها خاصة مع اقترابها من تحقيق مفاجأة بحصولها على صندوق الطلبة لأول مرة في تاريخها وتقليل الفرق في صندوق الطالبات بشكل يخيف التربوية في الأعوام المقبلة، أما كلية العلوم الإدارية فيبقى هاجس القائمة المستقلة المؤكد فوزها كالعادة القضاء تماماً على رغبة المعتدلة في المنافسة وذلك من خلال زيادتها في صندوق الطلبة.
توقعات
تظل هذه التوقعات مجرد تحليلات موجزة قد تصدق أو تخطئ، وهي تحليلات اتخذت من وجود القوائم الطلابية في صالة المستجدين والوضع العام للانتخابات منذ البداية وحتى الآن معياراً.
ويؤكد مراقبون أن في عالم الانتخابات والأرقام لا يوجد شيء مؤكد وأن باب المفاجآت دائماً مفتوحاً على مصراعيه حتى النهاية، وهذا ما سينتظره الجميع بعد إغلاق آخر صندوق في انتخابات جامعة الكويت للعام النقابي المقبل، وسيكون لـ«الجريدة» تحليلات مفصلة في وقت لاحق للوقوف بشكل جاد على وضع كل قائمة على حدة.
« جريدة الجريدة »