20مايو

طلبة الجامعة عن المجلس الجديد: نصفه إسلامي… ورموز التأزيم عادت من جديد

طالبوا النواب بوضع مصلحة الكويت نصب أعينهم.

انقسم الشارع الكويتي في مواقفه وانفعالاته بعد إعلان نتائج انتخابات مجلس الأمة، واختلفت آراء الطلبة أيضاً حول تشكيلة المجلس الجديد، فمنهم متفائل بمخرجات الانتخابات الأخيرة، ومنهم المحبط مما قد تسببه من تأزيم جديد، ولكنهم اتفقوا جميعاً على ضرورة وضع مصلحة الكويت نصب أعينهم.

بعد انتهاء الناخبين من الإدلاء بأصواتهم وظهور نتائج الفرز وإعلان الفائزين بسباق الانتخابات البرلمانية لمجلس الأمة 2008، أصبح الجميع يتوق إلى معرفة آراء الشارع الكويتي بشأن النتائج المعلنة وتمنيات الناخبين من المرشحين الذين أوصلوهم إلى المجلس، ولأن الشباب من أهم العناصر التي برزت على الساحة الانتخابية أخيراً في محاولات منهم لتغيير الصورة التي ظهرت بها المجالس السابقة، التقت «الجريدة» عدداً من طلبة الجامعة لمعرفة رأيهم في المجلس الجديد وما ينتظرونه منهم.

المجلس إسلامي

ذكر حسين أشكناني أن المجلس إسلامي الشكل بعد أن سيطر الإسلاميون على نصف مقاعده إذ قال «بقراءة أولية للفائزين بمقاعد البرلمان نجد أن التيارات الإسلامية قد استحوذت على نصف مقاعد مجلس الأمة إن لم يكن أكثر، كما أنه من الملاحظ أن الصف الوطني قد ثبت في موقعه من ناحية عدد ممثليه داخل البرلمان مقابل تزايد عدد النواب القبليين»، مضيفاً «لقد تزايدت مخاوفي من جراء النتائج النهائية للمجلس الجديد، فهناك عدد لا بأس به من النواب السابقين والمعروفين بالتأزيم، وجل ما أخافه هو ظهور أزمات سياسية جديدة تعصف بنا»، متمنياً من نواب المجلس الجديد «إعطاء الأولوية لقوانين التنمية والإصلاح وتطوير التعليم، فالكويت تحتاج من الجميع إلى وقفة جادة لإعادة الصورة التي كانت تتميز بها الكويت في السبعينيات والثمانينيات».

مجلس الإنجازات

أما حسين الشمري فأكد ضرورة الانتظار حتى ندلي بآرائنا بشأن المجلس الجديد، «فمتى ما أعطينا الوقت الكافي للنواب استطعنا تقييم أدائهم بشكل أفضل وإعطاء رأي دقيق في الصورة التي سيكون عليها المجلس المقبل خلال السنوات الأربع المقبلة»، متوقعاً أن يكون المجلس الجديد مجلس «الإنجازات» التي ستنهض بالمجتمع الكويتي وتعيده إلى مكانته الطبيعية بين المجتمعات الاخرى. وأوضح أنه رغم خسارة مرشحيه المفضلين فإنه لن يشكك «بقدرة الفائزين على تقديم مصلحة الكويت أولاً وأخيراً أمام جميع التحديات التي ستواجه الكويت».

الأهم الكويت

ومن جهتها، أشارت مريم الثنيان إلى الدور الكبير الذي ينتظر النواب في المجلس الجديد، فعلى الرغم من عدم صدق توقعاتها أو تمنياتها لمن ترغب في وصولهم للمجلس، فهي «شبه متأكدة من الخطوات الكبيرة التي سيخطوها نواب المجلس من أجل الكويت»، وأكدّت أن «وعي الناخبين بات أكبر من ذي قبل، مما سيضع المرشحين تحت الضغط لإنجاز المشاريع والقوانين التنموية بشكل سريع حتى لا يضعوا أنفسهم تحت رحمة مساءلة ناخبيهم»، وقالت «حزنت كثيراً لعدم وصول أي امرأة إلى المجلس ولكنني اقول خيرها في غيرها، فالدكتورة أسيل كانت قريبة جداً من الوصول لكن الحظ لما يحالفها، والخير في من وصل من الرجال لإنصاف المرأة»، وتمنت على النواب تقديم مصلحة الكويت أولاً وأخيراً والدفع بمشاريع التنمية والتطوير التي تحتاج إليها الكويت، ودعت النواب إلى وضع شعار «الأهم الكويت» أمامهم دوماً.

مخيب للآمال

بدوره، قال طالب الإعلام خالد بوفتين أنه فقد الأمل الذي تحلى به لإصلاح الأوضاع السيئة في الكويت بعد إعلان النتائج الأخيرة للفائزين بمقاعد البرلمان في دورته الجديدة، مشيراً إلى أن رجوع بعض النواب السابقين إلى المجلس الجديد وفوز النواب المصرّين على «تسييس الدين» و«القبليين» أعطاه إيحاءً سيئاً للدور المقبل الذي سيقوم به المجلس في ظل وجود «مثل هؤلاء النواب»، لكنه عاد وأكد تقبّله نتائج المجلس لأنها تمثل رغبة الأغلبية من الشعب في وصول هؤلاء النواب ولذلك «علينا تقبل هذه النتائج بروح ديموقراطية»، مطالباً أعضاء المجلس الجديد بـ «التركيز على القضايا الوطنية ومشاريع التنمية لدفع عجلة التطوير في الكويت بدلاً من التركيز على قضايا لا تُقدّم ولا تؤخر».

20-5-2008(1)

أسلمة القوانين

ومن جانبه، طالب حسين عرب بـ «ضرورة إعطاء النواب الفرصة الكافية من الوقت حتى نستطيع تقييم أدائهم بشكل أفضل، ولكن يمكننا وصف المجلس وصفاً أولياً بأنه مجلس «أسلمة القوانين» بما أن الأغلبية الساحقة لمقاعد المجلس هو للتيارات الإسلامية بمختلف التوجهات»، مستطرداً «ما زلت أضع قليلاً من التفاؤل لدي لإنجاز ما يمكن إنجازه لمصلحة الكويت، فالنواب مطالبون بالإنجاز لأن الكويت تأخرت عن مسيرة التنمية التي كانت السباقة فيه سابقاً»، ولفت إلى «ضرورة الالتفات إلى قضية «التعليم» كونها أهم القضايا الواجب عليهم الالتفات إليها، فمتى ما تطور التعليم ضمن خطة تنموية واضحة وجدنا التطور الأمثل لمجتمعنا».

ووافقته الرأي الطالبة أبرار القلاف حين رأت أن «المجلس سيشهد كثيراً من حالات «أسلمة القوانين» لما بلغه النواب الإسلاميون من عدد كبير من الفائزين»، وأشارت كذلك إلى «ضرورة مخافة الله في الكويت في المرحلة المقبلة، لأنها تتطلب وقفة جادة لإصلاح الاعوجاج الكبير الذي مزق المجتمع الكويتي»، ولم تنسَ الإشادة بأداء المرشحات اللاتي لم يحالفهن الحظ بالوصول لمجلس الأمة بقولها «يعطيكم الله ألف عافية وما قصرتوا، الأمل في المرات المقبلة إن شاء الله، مجهودكن كان واضحاً ودوركن كان بارزاً».

رغبة الشعب

«أولاً وأخيراً نتائج الانتخابات ما هي إلا انعكاس لرغبة الشعب الكويتي في إيصال من يرغبون في إيصاله، ومن يجدون فيه الكفاءة والقدرة على إفادة الكويت»، هذا ما بدأ به الطالب يوسف بهمن حديثه به، إذ بيّن سعادته الكبيرة لنجاح التيار الإسلامي في الانتخابات «ليس لأنهم يمثلون فكره بل لأنه سيفرح لجميع الواصلين بغض النظر عما يمثلونه من توجهات»، مشيراً إلى أن «ملف الانتخابات قد طويت صفحته الآن وعلى النواب الالتفات إلى ما تحتاج إليه الكويت من مشاريع تنموية ووقفة جادة، متمنياً على نواب المجلس «التركيز على القضايا المهمة وترك الفرعيات التي لا تزيد من المجتمع الكويتي سوى تفرقة وتجزئة».

لنتشارك الأمل

وكان للأمل نصيبه في أحاديث الطلبة، فقد قالت مريم الصحاف «رغم خسارة من أرغب في أن يصل إلى المجلس، فإنني سآخذ شعار لنتشارك الأمل مع الآخرين ممن أوصلوا نوابهم إلى المجلس بأن يكون مجلس 2008 من أفضل المجالس من ناحية الإنجازات»، مضيفة أنها تتمنى من المجلس الجديد «الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام وعدم اتباع أسلوب التأزيم بين النواب والحكومة لأي سبب»، وأوضحت أنها كانت تأمل وصول ولو امرأة واحدة إلى البرلمان إلا أن النتائج خذلتها رغم اقتراب بعض المرشحات من بلوغ ذلك الهدف، ولكنها وضعت الأمل في المرات المقبلة.

القضية الرياضية

لم يخف علي المحميد الإحباط الذي أصابه من جراء النتائج النهائية بالقول «أحبطت كثيراً، لكني سأظل متفائلاً بوجود عدد كاف من النواب الوطنيين القادرين على إنجاز العديد من مشاريع التنمية في المجتمع الكويتي»، مضيفاً «كوني شاباً أرغب من النواب الالتفات إلى القضية الرياضية في الكويت وتراجع الرياضة الكويتية بشكل مخيف مؤخراً»، مذكراً النواب بأنهم «لعبوا على هذا الوتر كثيراً خلال ندواتهم ولذلك عليهم الوفاء بوعودهم وإقرار قوانين الإصلاح الرياضي»، مشيراً إلى أن «فشل المرأة في الوصول إلى البرلمان هو عدم مساندة المرأة لها في الانتخابات».

« جريدة الجريدة »

شارك التدوينة !

عن عماد العلي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

جميع الحقوق محفوظة لــ عماد العلي © 2021