26يوليو

قيادة «الاتحاد الإسلامي» تفتح باب الحوار مع «الائتلافية»… وتعيش أزمة ثقة مع قواعدها!


تكتيكات القوائم لا تزال قائمة… وجو من الشك يخيّم على أعضائها.

عادت أجواء الترقب من جديد لتخيم على الساحة الانتخابية في جامعة الكويت بعد أن أكدت مصادر نية قائمة الاتحاد الإسلامي بالعودة من جديد إلى التحالف مع القائمة الائتلافية، وخوض انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة متحالفتين مرة أخرى.

اختلطت أوراق القوائم الطلابية من جديد بعد تأكيد مصدر قيادي في الاتحاد الإسلامي عودة المفاوضات مع القائمة الائتلافية، ونظراً لطلب الأخيرة فتح الأبواب من جديد مع تقديم «تسهيلات ومميزات» لم تكن لتهديها «الائتلافية» لقائمة الاتحاد الإسلامي، وبالتأكيد لمعالجة ما خلّفته من خسائر إعلامية وتقليل حظوظها برفع أرقامها في الانتخابات المقبلة.

وتأتي عودة المفاوضات – حسب ما أكّده المصدر – نتيجة الضغط الكبير الذي عانت منه قيادة «الاتحاد الإسلامي»، ولأن قيادتها باتت ضعيفة بعض الشيء أمام الضغوطات الخارجية، تاركة وراءها أزمة ثقة بين قواعد «الاتحاد الإسلامي» وقيادتها صاحبة قرار الانفصال.

ورغم الأنباء التي تتناقلها الأوساط الطلابية بعودة القائمتين إلا أن القوائم الطلابية لا زالت تواصل خطواتها بشكل سريع من أجل ضمان عدد من الأصوات في حال ما إذا تم الاتفاق ما بينها وبين القوائم الأخرى من تحت «الطاولة».

ورغم إعلان القائمة المستقلة على لسان منسقها العام عبدالوهاب العبيد الأسبوع الماضي أن باب التحالفات مُغلق نهائياً ولا مجال للتحالف مع أي قائمة حتى لا تخرج القائمة عن الطريق الذي رسمته منذ التأسيس، ما زالت بعض الأوساط الطلابية تؤكد أن القائمة المستقلة ستعلن في قادم الأيام عن تحالف قد يشكل مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة للانتخابات الطلابية.

وأشارت مصادر طلابية إلى أن استفادة قائمة الوسط الديمقراطي من تجربة تبادل الأصوات في الاتحاد والجمعيات والروابط بينها وبين القائمة الائتلافية مما جعلها تستعيد المركز الثاني، تجعل من إمكان تكرار التجربة هذا العام شبه مؤكد، خاصة أن هناك احتمالية كبيرة بتنازل الوسط الديمقراطي والانسحاب من انتخابات بعض الكليات بشكل رسمي ككلية الآداب والتربية وغيرهما من كليات يعتبر فيها موقف الوسط الديمقراطي ضعيفاً جداً على مستوى الروابط والجمعيات العلمية.

ولم يغب عن بال القوائم وضع القائمة الإسلامية المتقهقر هذا العام بعد قرب انفصال مجموعة كبيرة من أعضائها وتأسيسهم قائمة أخرى تحمل نفس المبادئ التي تحملها القائمة الإسلامية، حيث أكّدت مصادر أن «الإسلامية» تميل إلى التحالف مع قوائم المستقلة بشكل غير معلن عنه في الجمعيات والروابط ببعض الكليات كردة فعل على ما حصل في العام الماضي من أخبار تناقلتها أوساط بالحركة الطلابية بتبادل أصوات بين الائتلافية والوسط الديمقراطي للإطاحة بالقائمة الإسلامية من المركز الثالث في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة.

وعلى نفس الصعيد، هناك قوائم طلابية ما زالت مدرجة على لائحة التحالفات ومحاولة القوائم المختلفة كسب ودها بشكل أو بآخر خاصة أنهم يتحكمون في مجموعة أصوات ليست بالهينة على مستوى الروابط والجمعيات العلمية التي تخوضها، كالقائمة الهندسية في كلية الهندسة والبترول والقائمة الأكاديمية في كلية الطب.

تحالفات خارجية

من جانب آخر، أكدت مصادر أن القوائم كافة تعاني ضغوطات خارجية من أجل تسيير مصالحها داخل أسوار الجامعة وذلك بالتحالف مع القوائم المرغوبة من نفس التيار، فبينما تمارس ضغوطات من قبل قياديين في التجمع الإسلامي السلفي على قائمة الاتحاد الإسلامي من أجل التراجع عن قرارها الأخير والعودة إلى التحالف مع القائمة الائتلافية المناصرة للحركة الدستورية الإسلامية، يصر مكتب التنسيق لقائمة الاتحاد الإسلامي على المضي قدماً في قراره الذي اتخذ في الأسابيع الماضية، مؤكداً لأكثر من مصدر عدم وجود أي نية في التراجع عن قرار الانفصال لأي سبب كان.

يُذكر أن القائمة الائتلافية هي أكثر المتضررين حالياً من قرار الاتحاد الإسلامي بالانفصال عنها، فالقائمة الائتلافية سعت بشكل حثيث لكسر حاجز الـ 6000 صوت في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، بعد أن فشلت في كسر هذا الحاجز في انتخابات العام الماضي نتيجة خلافات داخلية بين مجموعة من القياديين المحسوبين على جمعية الإصلاح الاجتماعي التي تدعم وتُسيّر القائمة الائتلافية داخل أسوار الجامعة.

26-7-2009(1)

وبدأت الائتلافية في إنتاج ردات فعل سريعة بعد قرار الاتحاد الإسلامي عبر تصريح رسمي للقائمة في الصحف المحلية التأكيد على أن فك التحالف بين الائتلافية والاتحاد الاسلامي يعتبر «فائدة كبرى للمتربصين بالتيار الإسلامي»، بينما بدأت قوائم الائتلافية في مختلف الكليات تدشين حملاتها وتحركاتها الانتخابية مبكراً خاصة بعد قيام القائمة الاجتماعية (القائمة الائتلافية في كلية العلوم الاجتماعية) بتنظيم حشد لقواعدها الأربعاء الماضي في بهو الكلية بمحاولة صريحة لإيصال رسالة إلى القوائم الأخرى وطلبة الكلية بأن وضع القائمة ما زال مطمئناً، خاصة أن صندوق الطالبات في كلية العلوم الاجتماعية يعتبر أحد الصناديق التي تعتمد عليها القائمة الائتلافية في حصد مجموعة كبيرة من الأصوات في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة.

اتحاد الطلبة

إلى ذلك، زاد الاهتمام الطلابي بالشأن النقابي أخيراً، ونظراً إلى الأوضاع الانتخابية الساخنة التي تعيشها القائمة وقبل اقتراب موعد الانتخابات، عبّر مجموعة من طلبة الجامعة لـ «الجريدة» عن مدى استيائهم من قيادة القائمة «الائتلافية»، واعتبروا الاتحاد «مقصراً في أعماله، وأداؤه لا يرضي طموحات الطلبة»، منتقدين «عدم تحقيق الائتلافية للوعود الانتخابية وعدم تقديمها الخدمة المأمولة».

وتسائل الطلبة عن «الانجازات التي يؤكد الاتحاد دائماً تحقيقها بتعليق البوسترات المكلفة في أرجاء الكليات المختلفة، ودائماً ما تكون انجازات غير حقيقية أو تفاصيلها غير واضحة ولا تنعكس بشكل مباشر على الطالب»، ضاربين مثالاً على ذلك بـ «تأخر نزول المكافاة الاجتماعية شهرياً رغم مباركة الاتحاد للطلبة، مبيناً أنه تحرك لتحديد موعد نزول الإعانة في ما بين الثامن عشر والعشرين من كل شهر».

تساؤلات الطلبة المعتادة عن الإعانة وإنجاز الاتحاد بتحديد مواعيد صرفها، فتح أبواباً كانت مغلقة، فالطلبة بينوا انهم «اعتادوا على بوسترات الاتحاد التي تعلق في كليات الجامعة المختلفة مع كل انجاز يدعيه أعضاؤه، بينما لا يجدون من هذا الانجاز سوى السراب».

ويعلق أحد المراقبين للساحة الانتخابية بالقول «أحد الملفات الكبيرة التي نسبها الاتحاد إلى نفسه كعادته هو انجاز لاب توب لكل طالب، فبعدما تبرع النائب محمد المطير بإعطاء كل طالب جامعي لاب توب للاستفادة منه في الدراسة وبهدف المضي قدماً في مشروع التعليم الإلكتروني، بارك الاتحاد هذا الانجاز للجموع الطلابية مذكراً إياهم بأنه المتحرك الأساسي لهذا المشروع والذي كان بعنوان جامعة بلا ورق في الرؤى التي تطرحها الائتلافية للطلبة خلال سنوات متباعدة واعدة الطلبة بإنجاز رؤاها في حال وصولها إلى الاتحاد، مع أن القائمة الائتلافية متمسكة بالاتحاد منذ 30 سنة وغير قادرة على تحقيق نفس الرؤى التي طرحتها من أول نزول لها في الانتخابات وأهمها مشروع الحضانة الجامعية».

ويضيف المراقب «مرّت سنتان على تبرع المطير ولم يجد أي طالب حتى الآن حتى «كي بورد» وليس لاب توب، بينما الاتحاد الذي صرف أموالاً على طبع بوسترات المباركة على انجازه الوهمي لم يحاول حتى الاعتذار للطلبة».

الإشهار

وفي ما يخص الحل لهذه المشكلة، يؤكد المراقب أن «أي قائمة تحوز مقاعد الهيئة الإدارية في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت مؤهلة للقيام بنفس الدور الذي تقوم به الائتلافية بقيادتها للاتحاد، فعدم وجود الرقيب والحسيب على تصرفات ومصروفات الاتحاد يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه للجميع»، مشيراً إلى أن «الإشهار هو الحل دوماً وأبداً»، داعياً القوائم الطلابية «التي تؤيد إشهار الاتحاد إلى ضرورة التحرك الفعلي دون انتظار الاتحاد الورقي لإشهاره»، مشدداً على «ضرورة إشهار الاتحاد تحت مظلة وزارة الشؤون وليس التعليم العالي كما يريده البعض للتهرب من المراقبة الفعلية تحت ذريعة أن الاتحاد مشهر».

« جريدة الجريدة »

شارك التدوينة !

عن عماد العلي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

جميع الحقوق محفوظة لــ عماد العلي © 2021